للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفرد همام بهذا الحديث لا يوهنه، لما ذكرنا من حال همام، ولاتفاق

البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه، وغاية ما في الباب [أن] يكون

حديثه هذا غريباً، ولأجل هذا قال الترمذي بعد أن أخرج هذا الحديث:

هذا حديث حسن صحيح غريب، فيترجح كلام الترمذي على كلام

أبي داود بهذا الطريق، وقد عرفت أن الغريب في الاصطلاح هو الذي

ينفرد الرجل [فيه] بالحديث، فإذا روى رجلان أو ثلاثة واشتركوا فيه،

سمي عزيزاً، وإذا روى الجماعة عنهم، سمي مشهوراً كما عرف في

موضعه. وأخرج هذا الحديث أيضاً النسائي وابن ماجه. وقال النسائي:

وهذا الحديث غير محفوظ.

قوله: " عن زياد " هو زياد بن سعد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن

الخراساني، شريك ابن جريج، سكن مكة، ثم تحول إلى اليمن فسكن

عك، روى: عن عمرو بن دينار، والزهري، وثابت الأحنف،

وأبي الزبير المكي، وضمرة بن سعيد المازني، وعبد الله بن الفضل،

وسليمان بن عتيق (١) ، وهلال بن أسامة، وعمرو بن مسلم. روى عنه:

ابن جريج، ومالك بن أنس، وابن عيينة، وأبو معاوية الضرير، والعوام

ابن حوشب، ومعاذ بن عقبة، وغيرهم، وكان عالماً بمذهب الزهري.

وقال أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم: ثقة. روى له: البخاري،

ومسلم، وأبو داود، والنسائي (٢) .

قوله: " من ورق " بكسر الراء: الفضة، وقد تسكن الراء.


(١) في الأصل: " سليمان بن عتيك "، وفي ترجمته من تهذيب الكمال
(١٢/٢٥٤٩) قال الحافظ المزي: " سليمان بن عتيق، حجازي، ويقال:
عتيك وهو وهم " وذكره الحافظ المزي كذلك فيمن روى عنه زياد بن سعد
في ترجمة زياد (٩/٤٧٥) : بـ " عتيق "، وقال محققه في الهامش: " جاء
في حواشي النسخ من تعقبات المؤلف على صاحب الكمال قوله: كان فيه ابن
عتيك وهو وهم ".
(٢) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٩/٢٠٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>