للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " أقم الصلاة للذكرَى " - بكسر الذال وسكون الكاف وفتح الراء-

وهي فعلَى مَصدر من ذكر يذكُر، وهكذا قرأ ابن شهاب لما نُبينه إن شاء

الله تعَالى. وأما القراءة المشهورة: " لذكري " - بكسر الراء وياء

الإضافة، والمعنى: لأوقات ذكري؛ وهي مواقيت الصلاة أو لذكر صلاتي،

وقيل: لأن أذكرك بالثناء، أو لذكري خاصةَ لا تراءي بها، ولا تسويها

بذكر غيري. وقيل: لذكري لأني ذكرتها في الكتب وأمرتُ بها.

" (١) فإن قيل: قد رُوِيَ عن النبي- عليه السلام- أنه قال: " تنام

عيناي ولا ينام قلبي " فكيف ذهب عنه الوقت ولم يشعُر به؟ قلنا:

الجواب عنه: أن ذلك خاص في أمر الحدث؛ لأن النائم قد يكون منه

الحدث وهو لا يشعر به، وليس كذلك رسول الله؛ فإن قلبه لا ينام حتى

لا يشعر بالحدث إذا كان منه. وجواب آخرُ: أن ذلك من أجل أنه يوحى

إليه في منامه، فلا ينبغي لقلبه أن ينام، فأما معرفة الوقت وإثبات رؤية

الشمس طالعة، فإن ذلك إنما يكون دركه ببصر العين دون القلب؛ فليس

فيه مخالفة للحديث الآخر " فافهم. والحديث: أخرجه مسلم،

والترمذي، وابن ماجه.

ص- قال يونس: وكان ابن شهاب يقرؤها كذلك. قال أحمد: قال

عنبسةُ- يعني: عن يونس في هذا الحديث: للذكرى (٢) .

قال أحمد: الكَرَى: النعاسُ.

ش- أي: قال يونس بن يزيد الأيلي: وكان ابن شهاب الزهري يقرؤها

أي: يقرأ " الذكرى " كذلك أي: كما في الرواية على وزن فعلى

مصدرًا، كما ذكرناه.

قوله: " قال أحمد " أي: أحمد بن صالح: قال عنبسة: ابن خالد بن

يزيد الأيلي، عن يونس الأيلي.

٤١٨- ص- نا موسى بن إسماعيل: نا أبان: نا معمر، عن الزهري،


(١) انظر معالم السنن (١/١١٩) .
(٢) في سنن أبي داود: " لذكري ".

<<  <  ج: ص:  >  >>