للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: إذا تركهما الرجل هل يقضيهما؟ قلت: لا، حتى قال

الشافعي: ولم أعلم مخالفا أن من تركهما لم يقضهما. وقد ذكر المروذي

أنه قال لأبي عبد الله: حديث حميد بن عبد الرحمن، عن هشام بن

سَعد، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة، عن النبي- عليه السلام- أنه

دخل المسجد فاحتبى ولم يصل الركعتين أمحفوظ هو (١) ؟ قال: نعم،

قال: ورأيت أبا عبد الله كثيرا يدخل المسجد فيقعد ولا يصلي، ثم يخرج

ولا يصلي في أوقات الصلوات.

وفي " المصنف ": حدثنا الدراوردي، عن زيد بن أسلم قال: كان

أصحاب رسول الله يدخلون المسجد ثم يخرجون ولا يصلون، قال:

ورأيت ابن عُمر يفعله. وحدثنا وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند،

عن نافع أن. ابن عمر كان يمر في المسجد ولا يصلى فيه/ومرّ الشعبي فيه

فلم يُصلّ، وكذلك سُويد بن غَفَلة وسالم بن عبد الله بن عمر.

فإن قيل: ما روى من قوله- عليه السلام-: " قُم فاركع ركعتين "

لسُليك حين دخل وقعد ولم يُصل، هَل لا يَدُل على قضائهما؟ قلت:

لا؛ لأن ذلك كان على سبيل الاختيار لا الوجوب، فافهم.

٤٥٠- ص- نا مسدد: نا عبد الواحد بن زياد: نا أبو عُمَيس عتبة بن

عبد الله، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن رجل من بني زُريق، عن

أبي قتادة، عن النبي- عليه السلام- نحوه؛ زادَ: " ثم ليقعد بعدُ إن شاءَ،

أو لِيذهَب لحاجَتِهِ " (٢) .

ش- مُسدد: ابن مسرهد، وعبد الواحد بن زياد: أبو بشر البصري.

وأبو عُمَيس- بالسين المهملة- عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن

مسعود الهذلي المَسعودي الكوفي، أخو عبد الرحمن بن عبد الله. روى

عن: الشعبي، وأبي إسحاق، وعمرو بن مرة وغيرهم. روى عنه:


(١) في الأصل: " المحفوظ هو ".
(٢) انظر: التخريج المتقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>