للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضول قدمي وبناني حتى يريحني الله منهم" (١) . قال ابن شهاب: فكان أول

من عمل المقصورة معاوية، فأما التي في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليوم؛ فإن عمر بن

عبد العزيز عملها حين بناء المسجد بأمر الوليد، وكان حين عملها مرتفعة عن

الأرض ذراعين فخفضها المهدي فهي على حالها إلى اليوم. وفي لفظ: أول

من أحدث المقصورة مروان في عمل معاوية بحجارة منقوشة، وجعل فيها

كوى. وفي لفظ: أول من عمل مقصورة بلبن: عثمان بن عفان، وكانت فيها

كوى ينظر الناس فيها إلى الإمام، وأنّ عمر بن عبد العزيز عملها بالساج، قال:

والذي بلط حوالي المسجد بالحجارة: معاوية أمر بذلك مروان، وعمل له أسرابا

ثلاثة تصد فيها مياه المطر، وأراد أن يبلط بقيع الزبير، فحال ابن الزبير بينه وبين

ذلك، وكان بين يدي المنبر مرمر، فطرح فيه طنفسة لعبد الله بن حسن، فلما

ولى حسن بن زيد المدينة في رمضان سنة خمسين ومائة؛ غير ذلك المرمر سعة

من جرانية/كلّها حتى ألحقه بالسواري على ما هو عليه اليوم، فلما قدم

المهدي قال لمالك: إني أريد أن أعيد منبر النبي- عليه السلام- إلى حاله التي

كان عليها، فقال مالك: إنّه من طرقا، وقد سمّر أبي هذه العيدان وشد فحتى

بزعته خفت أن يهار ويحملك فلا أرى أن تغيره، قال أبو زيد: فانصرف رأي

المهدي عن تغييره والله تعالى أعلم.

حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو همام الدلال، ثنا سعيد بن السائب عن،

محمد بن عبد الله بن عياض عن عثمان بن أبي العياض: "أن رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره أن يجعل مسجد الطائف حيث كان طاغيتهم" (٢) . هذا حديث

إسناده صحيح لتوثيق البستي محمد بن عياض، وباقي من في الإسناد لا يسأل

عن حالهم، ولفظ أبي داود:"طواغيتم". حدثنا محمد بن يحيى، ثنا

عمرو بن عثمان، ثنا موسى بن علي، ثنا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن

عمر:"وسئل عن الحيطان يلقى فيها الغدرات فقال: إذا سقيت مرارا فصلوا


(١) لم أقف عليه.
(٢) إسناده صحيح. أواه أبو داود في (الصلاة، باب"١٢" (وابن ماجة (ح/٧٤٣) .
وصححه الشيخ الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>