للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراء جدار قبلة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان مربد الأرواح التي يدهن فيه ثم ابتاعته

حفصة- رضي الله تعالى عنها- منهن فاتحذته دارا، وأمّا ما ذكرت من

مواطن الإبل: فقد بلغنا أنّ ذلك يكسر ما وقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلى على

راحلة، وقد كان ابن عمر، ومن أدركنا من خيار أهل أرضنا يعرض أحدهم

ناقة بيته وبن القبلة فيصلِّى إليها وهي تبعر وتبول: وأمّا ما ذكرت من الصلاة

في المقبرة؛ فإنّ أبي حدثني أنّ عبد الله بن عمر صلى على رافع بن خديج في

المقبرة، وهو إمام الناس يومئذ، وذكر الفضل بن طاهر في كتاب التذكرة،

ورده يزيد أبو أحمد في كامله في باب ما أنكر على زيد بن جبيرة- يعني أبا

جبيرة الأنصاري- القائل فيه يحيى بن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: منكر

الحديث جدا متروك، وقال الأزدي: متروك الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف

الحديث، وقال ابن حبان: يروى المناكير عن المشاهير فاستحق السلب عن

رواية، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه/ليس بالقائم، وقال أبو عمر في

الاستفتاء: وأجمعوا على أنه ضعيف الحديث. انتهى. وفيه نظر؛ لما تقدم من

عند الساجي وغيره، ولما ذكر له الحاكم حديثا في مستدركه صحح إسناده،

وأما يحمى بن أيوب أبو زكريا البغدادي الزاهد المقابري وداود بن الحصين وإن

كان فيهما كلام فحديثهما في الصحيح.

حدثنا علي بن داود ومحمد بن أبي الحسين قالا: ثنا أبو صالح، حدثني

الليث عن عبد الله بن عمر، حدثني نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب

أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"سبع مواطن لا يجوز فيها الصلاة، طاهر بيت الله،

والمقبرة، والمزبلة، والمجزرة، والحمام، وعطن الإبل، ومحجة الطريق" (١) . هذا

حديث سبق الكلام عليه وردّ ٥ أبو علي الطوسي بعلي بن داود أيضا، والله

أعلم. وقال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عمر عن عمر إلّا من هذا الوجه،

ولا نعلم حدّثه به عن عبد الله عمر إلا الليث بن سعد، وفي الباب حديث

عائشة، وذكر عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتبه بالحديث فقال:"أولئك قوم إذا مات


(١) ضعيف. رواه ابن ماجة (ح/٧٤٧) . وضعفه الشيخ الألباني. ضعيف ابن ماجة (ح/
١٦٢) ٠ أنظر: الإرواء: (٢٨٧) ، والشكاة: (٧٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>