للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٢٥- باب المساجد في الدور]

حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن

شهاب عن محمود بن الربيع الأنصاري:"وكان جعل مجة مجّها رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من دلو في بئر لهم" (١) . عن عتبان بن مالك السالمى وكان إمام قومه

بني سالم، وكان شهد بدرًا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"جئت رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله إنى قد أنكرت من بصري، وأن السيل يأتيني

فيحول بيني وبين مسجد قومي، ويشق علي اجتيازه فإن رأيت أن يأتيني

فيصلى في بيتي مكانا اتخذ مصلى فافعل؟ قال: افعل، فعدا على رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر بعد ما أشهد النهار، فاستأذن فأذنت له فلم يجلس حتى قال:

أين تحب أن أصلى لك من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحبّ أن أصلّى

فيه/فقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلّى بنا ركعتين ثم احتبسه على خزير يصنع لهم"

هذا حديث خرجاه مطولا في الصحيح (٢) ، ورواه أبو الشيخ من حديث

النّضر بن أنس عن أبيه قال: لما أصيب عتبان فجعله من مسند أنس. حدثنا

يحيى بن الفضل المقري، ثنا أبو عامر، ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي

صالح عن أبي هريرة:"أن رجلا من الأنصار أرسل إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن

يقال فخطّ لي مسجدا في دارى أصلى فيه، وذلك بعدما عمى فجاء

ففعل" (٣) . هذا حديث إسناده صحيح، وكأنه اختصار من الحديث الأول،

والله تعالى أعلم. حدثنا يحيى بن حكيم، ثنا بن عدي عن ابن عون عن

أنس بن سيرين عن عبد الحميد بن المنذر بن أبي الجارود عن أنس بن مالك


(١) صحيح. رواه البخاري (ح/٦٣٥٤) ، وأحمد (٥/٣٢١) .
(٢) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (١/١١٥، ١١٦، ١٧٠، ١٧٥، ٢١٣، ٢/٧٥، ٧/٩٤) ،
ومسلم في (المساجد، ح/٢٦٣) ، والنسائي (٣/٦٥) ، والبيهقي (٣/٥٣، ٨٧،٧١، ٩٦، ١٠/
١٢٤) ، وابن خزيمة (١٧٠٩،١٦٧٣،١٦٥٣) ، وشرح السنة (٢/٣٩٥) ، والتمهيد (١٠/١٥٨) ،
وأبو عوانة (١/١١، ٢/١٢) ، وابن المبارك فما"الزهد" (٣٢٣) ، وابن عساكر في"التاريخ"
(٧/٥٥) .
(٣) قلت: إسناده صحيح كما ذكر المصنف، وهو اختصار للحديث الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>