للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميمون الذي روى عن عطاء بن يزيد المذكور في نفس الحديث غير ابن أبي

ميمونة الراوي عن عطاء بن يسار، ويؤيّد ما قلناه ما ذكره أبو محمد

الإشبيلي إثر تخريجه له من عند أبي داود: هلال بن ميمون ضعفه أبو حاتم،

ووثقه ابن معين، ولما ذكره الحافظ ضياء الدين في أحكامه قال: قال ابن

عدي: هلال بن ميمون، عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه، فقال الحافظ

المنذري إثره في إسناده هلال بن ميمون الجهني الرملي كنيته أبو المغيرة، قال

ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بقوى يكتب حديثه، فإذا كان كذلك

فقد تداخل على الحاكم يرحمه/في أخرى؛ فلقائل أن يقول: فإذا ثبتت التفرقة

فما حال الحديث؟ قلنا: صحيح كما أسلفناه من عند أبي حاتم، ولأن ابن

ميمون لم يتكلّم فيه بقادح يرد به رواية؛ بل بكلام موكل مع ما تقدّم من

الثناء عليه. حدثنا عبد الرحمن بن عمرو، ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبيد الله بن

عمر عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صلاة الرجل في جماعة

تفضل على صلاة الرجل وحده سبع وعشرين درجة " (١) . هذا حديث خرجاه

في الصحيح بلفظ: " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين

درجة " (٢) ، وقال أبو عيسى: هكذا روى نافع عن مولاه: " بسبع وعشرين

درجة "، وعامة من روى عن النبي- عليه السلام- إما قالوا: " خمسا

وعشرين ". انتهى كلامه. وفيه نظر؛ لما أسلفناه من حديث أبي هريرة من عند

ابن حزم: " سبعا وعشرين درجة "؛ ولما جاء في حديث ابن مسعود ولما

ذكره أبو نعيم: ثنا سعيد بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن سيرين أنّ زيد بن

ثابت صلى وحده فقال: قد صليت وحدي وقد علمت أن الجماعة تفضل

على صلاة الرجل وحده بسبع وعشرين درجة "، وقد وجدنا نافعا رواه عن


(١) صحيح. رواه ابن أبي شيبة: (٢/٤٨٠) .
(٢) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (١/١٦٦) ، ومسلم في (المساجد، ح/٢٤٩) ،
والنسائي (٠٣/١٢) ، وأحمد (٣/٥٥) ، والبيهقي (٣/٦٠) ، وشفع (٣٥٥) ، ومشكل (٢/٢٩) ،
والمشكاة (١٠٥٢) ، وتلخيص (٢/٢٥) ، والموطأ (١٢٩) ، وتمهيد (٤/٢١٩) ، وإتحاف (٣/١٤) ،
وتجريد (٥٦٣) ، وشرح السنة (٣/٣٤١) ، والكنز (٢٠٢١٤، ٢٠٢١٥، ٢٠٢٥٧) ، والمغني عن
حمل الأسفار (١/١٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>