للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرجه البيهقي في الكبير من حديث سليمان بن حرب ثنا حماد/بن زيد

عن عاصم بن أبي رزين أن ابن أم مكتوم سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ورواه ابن

سنان عن عمرو بن مرّة عن أبي رزين عن أبي هريرة، وفي كتاب المغازي من

حديث سعيد بن سليمان: ثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان عن

عمرو بن مرّة آخر ابن أبي رزين عن ابن أم مكتوم فذكره، ولفظ الإمام

أحمد في مسنده عنه: أنّ النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- أتى المسجد،

فوجد في القوم رقّة فقال: " إنِّي لأهم أن أجعل للناس إمامًا، ثم أخرج، فلا

أقدر على إنسان يتخلّف عن الصلاة في بيته إلا أحرقه عليه ". فقال ابن أم

مكتوم: يا رسول الله إنّ بيني وبين المسجد نخلًا وشجرًا، ولا أقدر على قائد

كل ساعة، أيسعني أن أصلى في بيتي؟ قال: أتسمع الإِقامة؟ قال: نعم. قال:

" فأتها " (١) . وعاب ابن القطان سكوت أبي محمد عنه، إذ أورده عنه من

حديث أبي رزين وابن أبي ليلى عن ابن أم مكتوم، وابن أم مكتوم، قال:

وكلتا الروايتين مشكوك في إيصالهما؛ لأنّ أبا رزين أهلًا له الرواية عن علي

ويقال: إنّه حضر معه صفين، وابن أم مكتوم قتل بالقادسية أيّام عمر، وانقطاع

ما بينهما إن لم يكن معلومًا، قالا: نعرف سنه فإن اتصال ما بينهما ليس

معلومًا أيضًا، فهو مشكوك فيه، وأمّا ابن أبي ليلى قوله: ولست بقين من خلافة

عمر فسنهْ لا يقتضى له السماع. انتهى كلامه. وفيه نظر في مواضع: الأول:

قوله أمّا سنه فإنّا لا نعرفه فليس بشيء، لأنّ ابن حبان وغيرها يصف على أنّه

كان أكبر من أبي وائل شقيق، وشقيق ممن قيل له: أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعلى هذا

لا تنكر روايته عن ابن أم مكتوم، الثاني:/قوله: وأعلى ماله الرواية عن على

مردود بقول ابن سعد: روى عن ابن مسعود، الثالث: قوله: أن ابن أم مكتوم

قتل بالقادسية مردود، ويقول ابن حبان وغيره: شهد القادسية ثم رجع إلى

المدينة فمات بها في خلافة عمر، ولفظ ابن سعد: شهد القادسية ثم رجع

إلى المدينة ولم يسمع له بذكر بعد عمر، الرابع: قوله. إن سنّ ابن أبي ليلى لا


والفتح (٢/١٢٨) ، وجرجان (٤٢٧) .
(١) رواه الدارقطني (١/٣٨١) ، وأحمد (٣/٤٢٣) ، والمجمع (٢/٤٢) ، وعزاه إليه، ورجاله رجال
الصحيح، وفي أبي داود طرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>