للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصحيحه غير واحد؛ وذلك أنّ أبا سلمة رواه عن أنس: " أكان النبي- صلّى

الله عليه وآله وسلّم- يصلي في نعله؟ فقال: نعم " (١) ، لم يجاوز هذا اللفظ.

كذا رواه غير واحد من الأئمة، فبذلك أنّ رواية العباس عن غسان كرواية

الأئمة والعباس لا يجوز قبوله؛ لأن الراوي إنّما تصل عد أهل الفيض من الثقة

المجمع عليه، وفي البخاري: سئل أنس عن قراءة النبي- صلّى اللَّه عليه وآله

وسلّم- فقال: " كانت مدَا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم بمد بسم وبمد

الرحمن وبمد الرحيم ".

وعند مسلم (٢) عنه: " بينما رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- ذات

يوم بين أظهرنا إذا أغفي إغفاءة ثم رفع رأسه متبسِّمَا فقلنا: ما أضحكك يا

رسول اللَّه قال: " نزلت علي سورة آنفَا فقرأ: بسم اللَّه الرحمن الرحيم (إنا

أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر* إن شانئك هو الأبتر) " (٣) ،

ومن حديث شريك عند الحاكم به، وقال: رواته عن آخرهم ثقات عن

أنس: " سمعت رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- يجهر ببسم اللَّه

الرحمن الرحيم " (٤)

ومن حديث محمد بن المتوكل بن أبي/السرى، وقال: رواته ثقات، قال:

صليت خلف المعتمر من الصلوات ما لا أحصيها الصبح والمغرب؛ فكان يجهر

ببسم اللَّه الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب وبعدها، وعزا ذلك لأبيه، وأبوه

لأنس، وقال أنس: ثنا الودان المقتدى بصلاة النبي- صلّى الله عليه وسلم-

من حديث عبد اللَّه بن محمد بن إبراهيم الطائي ثنا إبراهيم التيمي، وهو


(١) رواه أحمد (٤ / ٩) ، والمنثور (٣ / ٧٩) ، وابن سعد (١ / ٢ / ٧ / ١٦٧) ، والكنز
(١٧٩٤٠) ، وأخلاق (١٣٧، ١٣٨) ، والمجمع (٢ / ٧٥) ، بلفظ: " كان يصلى في
تعليه ".
(٢) صحيح. رواه البخاري في: فضائل القرآن، باب " ٢٩ ".
(٣) صحيح. رواه مسلم في: الصلاة، (ح لم ٥٣) . غريبه: قوله: " أغفي إغفاءة " أي نام
نومة.
(٤) أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/١٠٨- ١٠٩) . وعزاه إلى " الهيثمي "، ورجاله
موثقون. ورواه أبو داود وغيره خلا الجهر ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>