للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرزاق فحفظه مايوس، وفي علل الخلال، وقال يحيى: عبد الرزاق يقول:

مانوس، وأما يحيى بن معين فقال: ماموس، وزعم أبو الفضل بن طاهر في

كتابه، وخيره الحافظ أنَّ ابن لهيعة رواه أيضًا عن أبي النضر عن أنس،

وحديث أبي بكرة من عند البزار بسند حسن: " أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان

يسبح في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى

ثلاثا " (١)

اختلف العلماء في التسبيح، وسائر الأذكار في الركوع والسجود، وقول

سمع الله لمن حمده فقال الشَّافعي: كل ذلك سنة ليس بواجب، ولو تركه

عمدًا لم يأثم، وصلاته صحيحة سواء تركه عمدا أو سهوا لكن يكره تركه

عمدا، وبه قال: مالك وأبو حنيفة وجمهور العلماء، وقال إسحاق ابن راهويه

التسبيح واجب، فإن تركه عمدَا بطلت صلاته، وإن نسيه لم تبطل، وقال ابن

حزم: ولا تجزيء صلاة أحد بأن يدع شيئا من هذا كله عامدَا كأن لم يأت له

ناسيًا وأتى به كما مر ثم يسجد للسهو، فإن عجز عن ذلك لجهل أو عذر

مانع سقط عنه وتمت صلاته.

وقال أحمد: التسبيح في الركوع والسجود، وقول: سمع الله لمن حمده

وربنا لك الحمد، والذكر بين السجدتين، وجمع التكبيرات واجبة، فإن ترك

شيئا منها عمدَا بطلت صلاته، فإن نسيه لم تبطل ويسجد للسهو هذا هو

الصحيح من مذهبه، وفي رواية عنه أنه سنة، وزعم ابن بطال أنّ العلماء

اختلفوا فيما يدّعى به في الركوع والسجود، فقالت طائفة: لا بأس أن يدعوا

الرجل ما أحب، وليس عندهم في ذلك شيء مؤقت، قال: ومالك كره

الدعاء في الركوع، ولم يكره في السجود، واقتصر في الركوع على تعظيم الله

تعالى والبناء عليه، وفي الحاوي الكبير للماوردي ولو سبح واحدة حصل

التسبيح، وأدنى الكمال ثلاث، والكمال إحدى عشرة، وفي شرح الهداية


(١) أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/١٢٨) ، من حديث جبير بن مطعم، وعزاه إلى
" البزار " والطبراني في " الكبير " قال البزار: لا يروى عن جبير إلا بهذا الإسناد، وعبد
العزيز بن عبيد ألله صالح ليس بالقوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>