للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزلت في التطوع خاصة حيث توجه به بعيره، وقال البيهقي في المعرفة:

والذي روى مرفوعا: " البيت قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم،

والحرم قبلة لأهل الأرض " (١) : حديث ضعيف لا يحتج به، ولذلك ما روى

عن جابر وغيره في صلاتهم في ليلة مظلمة حديث ضعيف لا يثبت منه

إسناد، وقد روينا عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في فرض الصلاة إلى

بيت المقدس، ثم حين حولت القبلة إلى الكعبة في الأوسط من حديث

إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن معاذ قال: " صلينا في يوم غيم في سفر إلى

غير القبلة فلما قضى الصلاة وسلم تجلت الشمر فقلنا: يا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

صلينا إلى غير القبلة فقال: " قد رفعت صلاتكم بحقها إلى الله تعالى " (٢) .

ولم يروه عن إبراهيم إلا إسماعيل بن عبد الله السلوني، ولا عنه إلا أبو داود

الطيالسي تفرد به هشام وسلام البصري وأحمد بن رشد، وعند مسلم من

حديث أنس: " أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلى نحو بيت المقدس فنزلت:

(قد نرى تقلب وجهك في السماء) فمر رجل من بنى سلمة وهم ركوع

حتى صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة فنادى إلا أن القبلة قد حولت فمالوا نحو

القبلة " (٣) ، وزاد ابن خزيمة: وأعيد / وأما معنى من صلاتهم. وفي الأوسط من

حديث زيد بن حباب عن جميل بن عبيد ثنا ثمامة عن أنس: " نادى منادى

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن القبلة قد حولت إلى البيت الحرام وقد صلى الإمام ركعتين،

واستدار وصلوا الركعتين الباقيتين نحو البيت الحرام " وقال: لم يروه عن ثمامة

إلا جميل تفرد به زيد بن حباب. وفي صحيح مسلم عن ابن عمر: " بينما


(١) ضعيف. رواه البيهقي (٢/١٠) ، ونصب الراية (١/٣٤٧) ، والجوامع (١٠٣٢٤) ، والمنثور
(١/١٤٧) ، والكنز (١٩١٦٤) ، وتلخيص (١/٢١٣) ، والقرطبي (٢/١٥٩) .
(٢) أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/١٥) ، وعزاه إلى أحمد والطبراني في " الأوسط "
و" الكبير "، وفيه معاوية بن عبد الله بن حبيب ولم أجد من ترجمه.
(٣) أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (٢/١٣) ، وعزاه إلى البزار في " مسنده " وإسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>