للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سفيان عن جابر يروي عنه، وأصل مولى أبي عيينة. ذكره ابن حبان في كتاب

الثقات وفي مسند الدارمي: فبايع له، وهو حسن بن عقبة المرادي المذكور في

كتاب البستي حدّثنا علي بن محمد، نا أبو الحسن العكلي عن خالد بن

عبد الله عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد الأنصاري قال:

" أتانا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألنا وضوءًا، فأتيته بماء فمضمض واستنشق من كف

واحد " (١) وأما ما ذكره خالد بن عبد الله- وهو ثقة- هذا حديث أصله في

الصحيحين، وقال فيه أبو عيسى: حسن غريب، وقد روى مالك وابن عيينة

وغير واحد هذا الحديث عن هجر، ولم يذكروا هنا الكف والغرف من كف

واحد، وإنما ذكره خالد بن عبد الله، وهو معه/حافظ عند أهل الحديث.

انتهى كلامه، وفيه نظر في موضعين، الأول: قوله: عن مالك وغيره، لم

يذكروا من كف واحد، إن أراد اللفظ فكذلك هو، وإن أراد المعنى فليس

كذلك؛ لأن لفظ حديث مالك وغيره: " فمضمض واستنشق ثلاث مرات من

غرفة واحدة "، وفي لفظ: " ثلاث مرات من ثلاث غرفات " وفي رواية:

" من ثلاث حصيات " وفي رواية: " فمضمض واستنشق ثلاثًا بثلاث غرفات

من ماء " فهذا كما ترى مالك وغيره ذكروا معنى ما ذكره خالد، والله أعلم.

الثاني: تحسيه الحديث مع شهادته للمتفرد به بالحفظ، والحافظ إذا تفرد

بحديث عنده كان صحيحًا، لا سيما إذا عضده متابع وشاهد كهذا مع قطع

النظر عمن صححه قبل، وذكر أبو عبيد في كتاب الطهور: وجدنا الآثار عن

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثبتة، فبعضها معناه إنهما كانا بغرفة واحدة، وفي بعضها جدد

لكل واحد منها غرفة، ففي هذا شاهد أنّ الأمرين جميعًا واسعان وأنهما من

سنته، وقد علمت العلماء بالرخصة منهما المبالغة.


(١) صحيح. رواه النسائي في: الطهارة، باب " ٧٤ ". ورواه الترمذي في: أبواب الطهارة،
باب " ٢٢ "، (ح/٢٨) .
قال بعض أهل العلم: المضمضة والاستنشاق من كفْ واحد يجزئ، وقال بعضهم: تفريقهما أحب
إلينا. وقال الشافعي: إن جمعهما في كف واحل! فهو جائز، وإن فرقهما فهو أحب إلينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>