للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو أحمد العسكري في كتاب الصحابة من تأليفهما، وقبلهم الحميدي في

مسنده. حدثنا محمد بن يحيى، ثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ليث

عن شهر بن حوشب عن أبي مالك الأشعري قال: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَا

يتوضأ ثلاثًا ثلاثَا " (١) هذا حديث إسناده جيّد، ولولا الاختلاف في حال

رواته لقيل فيه صحيحا، لما عضده من الشواهد والمتابعات، ولأنه لم يتكلم

فيها بقادح بُرّد به حديثهما وللعرفان بحال الواسطة ونفيه، أما ليث؛ فهو ابن

أبي سليم أنس. كذا ذكره ابن الجوزي، ويشبه أن يكون وهم؛ لأن العقيلي

فرق بين ابن أبي سليم زياد، وبين ليث بن أنس بن الليثي الراوي عن ابن

إسرائيل- يكنى أبا بكر، ويقال بكير- كوفي، وإن كان ابن سرور ذكر أنّ

الشيخين رووا له، فيشبه أن يكون وهما؛ وذلك أن الكلاباذي والحاكم

اللالكائي والخيال والباجي لم يذكره أحد منهم في كتابه، اللهم إلَّا لو قال

أنّ محمدَا استشهد به، ويروي له في رفع اليدين، وقرنه مسلم بابن إسحاق

الشيباني لكان صوابًا، وكذلك قاله ابن معين، زاد أبو الحسن: سئل وكيع عن

حديث من حديثه فقال: ليث لين وقال: كان سفيان لا يسمى لينَا، وقال

البخاري: كان صدوقًا، وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة، وروى عنه شعبة

والثوري وغيرهما من ثقات الناس، ومع الضعفاء الذي/فيه فكتب حديثه، فقد

قال أبو النصر معْمر: كان ابن عيينة لا يحمد حفظه، وفي رواية: ضعيف،

وقال ابن مهدي: ليث وعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد، ليث أحسنهم

عندي، وقال جرير: كان ليث أكثرهم تخليطًا، وقال عيسى بن يونس:

كان قد اختلط كان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن، وقال أحمد بن حنبل:

هو مضطرب الحديث، ولكن: حدث الناس عنه، وفي علل الترمذي عنه: لا

نفرح بحديثه وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا نشتغل به، مضطرب الحديث، زاد

أبو حاتم: هو أحب إلي من يزيد بن أبي زياد، وقال الفلاس: كان يحيى لا


(١) صحيح، وإسناده ضعيف. رواه ابن ماجة (ح/٤١٧) وأحمد في " المسد " (١/١٢٥، ٢/
٨) وابن أبي شيبة في " المصنف " (١/١٥) والكنز (٢٦٨٩٣، ٢٦٩٥٢) .
وفي الزوائد: هذا الإسناد ضعيف، وليث: هو ابن أبي صيف. وقال السديَ: وشهر قد
تكلَموا فيه. قلت: وصححه الشيخ الألباني. انظر: صحيح ابن ماجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>