للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الدارقطني: عمرو بن الحصين وابن علاثة ضعيفان متروكان، وقال ابن

حبان: يروى الموضوعات عن الثقات لا يحل ذكره إلا على جهة القدح فيه،

ورّد به ابن القطّان حديثًا وكذلك ابن طاهر وردّ حديثه ما عظمت نعمة الله

على عبد بقوله ليس بحجة، ولما ذكر أبو عيسى حديث شَهْر قال: وفي

الباب عن أنس لم يرد شيئًا، وقد تقدّم حديث عبد الله بن زيد وأبو هريرة،

وفيهما رّد لما ذكروا وكذا حديث عبد الله بن عباس القائل فيه عبد الحق وهو

ضعيف، وأنكر ذلك أبو الحسن فقال: هو عندي ليس كذلك، بل إما

صحيح وإما حسن وبيانه هو ما ذكره الدارقطني، ثنا محمد بن عبد الله بن

زكريا النيسابوري بمصر، ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، ثنا أبو كامل،/ثنا

غندر عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"الأذنان

من الرأس" (١) حدّثني به أبي قال: ثنا الباغندي، ثنا أبو كامل مثله هذا

الإِسناد ثقة رواته، واتصاله، وإنما أعلّه الدارقطني بالاضطراب في إسناده فتبعه

أبو محمد علي ذلك، وهو ليس أصل فيه، والذي قال فيه الدارقطني: هو أن

أبا كامل تفرّد به من عنده ووهم فيه عليه، هذا ما قال ولم يؤيّده بشيء ولا

عضده بحجة، غير أنّه ذكر أنّ ابن جريج الذي دار الحديث عليه يُروى عنه

عن سليمان بن موسى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا، وما أدري ما الذي يمنع أن

يكون عنده في ذلك حديثان مسند ومرسل. انتهى كلامه، وفي قول ابن

القطان عن الدارقطني تفرّد به أبو كامل عن غندر فقط، نطر لإِغفاله قوله

وتابعه الربيع بن بدر وهو متروك عن ابن جريج وكذا ذكره أبو أحمد

الجرجاني من رواته الربيع بن بدر عن ابن جريج، ولا يرد به عند عليلة، وعند

صاحب شعبة وهو من حديث عبد، وليس بمحفوظ والربيع بن بدر متروك،

وحديثه عن غندر أبو كامل والمعمري ففي قوله والمعمري رّد لما قاله الدارقطني

من تفرّد أبي كامل به عن غدر، ورواه أيضًا من جهة محمد بن زياد الطحان

عن ميمون بن زيد عن ابن عباس:"سئل عليه السلام عن الأذنين"الحديث

وحديث سلمة بن قيس الأشجعي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"إذا توضأت فانشر


(١) تقدّم قريبا ص ٣٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>