للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أمر الماء على التيسير والسعة في إزالة النجاسات فيه، والله أعلم. وأما قوله:

لا تزرموه أي. لا تقطعوا عليه، قال ابن دريد: الزرم القطع قال الشاعر:

فقلت لما سمعت من تحت لبها … لا يخطئنك إن البيع قد زرى

وقال الجوهري: زرم البول بالكسر إذا انقطع، وكذلك كل شيء ولى

وأزره غيره، وفى الجامع يقال زرمه يزرمه زرما إذا/قطعه، وكذا أزرمه ازراما

إذا فعل به ذلك، وزرم الشيء في نفسه إذا انقطع وإذا انقطع بول الرجل

قلت: زرم بوله وأزرمه هو إذا أقطعه، وقد ازرام الرجل إذا غضب وازرام

الشيء إذا انقطع، وازرام الشاعر ازريما إذا انقطع شعره، وازرام الشيء إذا

سلب، وازرام إذا تعبض وفيه قول الشاعر:

تمري إذا امتحنت من قبل اذرعها … وتزريم إذا ما مسه المطر

ومن السكوت قول الراجز:

الفتية غضبان مزريما … لا سبط الكف ولا خضيما

ويقول: لعن الله ما زرمت به أي: ولدته، ولذلك قال الشاعر:

ألا لعن الله التي زرمت … فقد ولدت داعله وغوايلى

ويقال: زرم السور وغيره إذا بقي جعدة في دبره، وبه سمي السؤر أزرم

ويقال: أزرمت السوق إذا انقطعت، وزرم كلامه إذا قطعه فهو زرم الكلام

أي: قليله، وكذلك قال الأخطل: والشافعون مغيبون وجوههم زرموا المقالة

بالسّواء الأبصار أي: قد قطعوا الكلام، والمزرم المضيق عليه، ويقال: زرم فلان

بأمره إذا ضاق به فلم يدر ما يصنع قوله عليه الصلاة والسلام: " لقد احتظرت

واسعا على الحظر الحجر " (١) ، قال الجوهري: قال: وهو ضد الإباحة والمحظور

المخرم، وفى أساس الزمخشري حظر عليه كذا حيل معه بينه: (وما كان عطاء

ربك محظورا) (٢) وهذا محظور غير مباح، وقال ابن دريد: حظرت الشيء


(١) طرف من حديث تقدم في هذا الباب.
(٢) سورة الإِسراء آية: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>