للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النقص، فإن صحت هده الرواية فقد ذكر بعض العلماء أنّ معناها أنّه طهّر له

نقصان عن مما شاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما اعتقده في نفسه من النجاسة فرأى أنّه

لا يقارنه ما دام في تلك الحال، وقال الحافظ: ومعنى هذه الأقوال يرجع إلى

شيء واحد وهو الانفصال والمزايلة على وجه التوقير والتعظيم له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر

الحافظ أبو محمد المنذري فيه قولا سادسا وهو فانتجشت بنون وتاء ثالث

الحروف وشين معجمة من النجش وهو الإسراع، قال الزمخشري: والأصل

فيه سفيان الوحش من مكان إلى مكان وفي الحديث: " نهي عن

النجش " (١) .

شفير النّاس من شيء إلى غيره، وذكر بعضهم قولا سابعا وهو فاحتبست

بحاء مهملة وبعد التاء باء وسين مهملة من الاحتباس، والله أعلم. قال ابن

المنذر: وأجمع عوام أهل العلم على أن عرق الجنب طاهر، وثبت عن ابن

عمرو وابن عباس وعائشة أنهم قالوا ذلك، وهو مذهب الشافعي والنعماني ولا

أحفظ عن غيرهم خلاف قولها، قال أبو بكر: وعرق اليهودي والنصراني

والمجوسي عندي طاهر. وخالف قوله هذا أبو محمد بن حزم فزعم أنّه منهم

نجس تمسكا بقوله عليه الصلاة والسلام: " أن المؤمن لا ينجس " وبقوله

سبحانه: (إنّما المشركون نجس) (٢) والله أعلم.

واستنبط أبو حاتم البستي من حديث أبي هريرة أنّ الجنب إذا وقع في البئر

وهو ينوي الاغتسال لا ينجس ماء البئر خلافا لمن قال ذلك وقوله سبحان الله

قال أبو بكر بن الأنباري في الكتاب الزاهر: معنى سبحانك تنزيها لك يا ربنا

من الأولاد والصحابة والشركاء أي: نزهناك من ذلك، قال الأعشى: أقول لما

جاء في فخره: سبحان من علقمة الفاخر أراد تنزيها لله من فخر علقمة.


(١) صحيح. رواه ابن ماجة (٢١٧٣) وأحمد (٢/٦٣، ١٠٨، ١٥٦) وشرح السنة (٨/
١٢١) وأسرار (٣٢٣) والشافعي (١٧٢) وحبيب (٢/٤١) . وصححه الشيخ الألباني.
قوله: " النجش " هو أن يمدح السلعة ليروجها. أو يزيد في الثمن ولا يريد شراعها ليضر بذلك غيره.
(٢) سورة التوبة آية: ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>