للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث ثور عن راشد بن سعد عنه وقال: صحيح على شرط مسلم ولم

يخرجاه بهذا اللفظ، إنّما اتفقا على المسح على العمامة بغير هذا اللفظ وله

شاهد فاسد. انتهى كلامه. وليس بوارد علّة قول الإمام أحمد فيما رواه عنه

المروزي، وخرجه في تاريخ بلده من حديث خارجة عن يزيد عن راشد عنه،

ولفظه: " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث بعثا فقدموا عليه فشكوا إليه ما أصابهم من شدّة

البرد، فقال لهم: إذا أصابكم البرد فامسحوا. الحديث لا ينبغي أن يسمع من

ثوبان؛ لأنه مات قديما، وبنحوه قاله عند ابن أبي حاتم في كتاب المراسيل،

وقال الحربي في كتاب العلل: راشد لم يسمع من ثوبان؛ لأنّ ثوبان توفي سنة

أربع وخمسين وراشد توفي سنة ثلاثة عشرة ومائة وبن موتهما تسع وخمسون

سنة، ويجيب عنه بأمرين: الأول: تصريح الجعفي لسماع راشد منه وهو مثبت

مقدّم على الباقي./الثاني: إذا نظرنا في مولده ووفاة ثوبان وجدنا الأمر ما قاله

البخاري لا ما قاله أحمد، وذلك أنّه ممن شهد صفين وبها ذهب عيينة فيما

ذكره غير واحد من الأئمة وثوبان توفي سنة خمس وأربعين، وقيل: أربع

وخمسين بسماعه على هذا متن لا شك فيه لا سيمّا، وقد جمعهما بلد

واحد، وأمّا قول أبي إسحاق؛ فقد كفانا مئونة الردّ عليه بردّه هو على نفسه،

ورواه أبو القاسم في كتابه الكبير عن بكر بن سهل عن عبد الله بن صالح

عن معاوية بن صالح عن عتبة بن أبي أمية الدمشقي عن أبي سلام الأسود عنه

وهو في المسند للبغوي الكبير من حديث الليث يعني: ابن سعد- عن معاوية،

ولفظ أبي بكر بن زياد، وخرجه من حديث معاوية بن أبي أمية الدمشقي عن

أبي سلام وأبيه قال عليه الصلاة والسلام: " يتوضأ ويمسح على الخفين

والخمار يعني: العمامة. وحديث سليمان المذكور قبل من صحيح ابن حبان،

وحديث عمرو بن أمية الضمري قال: " رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح على الخفين

والعمامة ". رواه البخاري (١) في صحيحه من حديث الأوزاعي عن يحيى بن

أبي كثير عن أبي سلمة عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه، وقد سبق ذكره

في كتاب العلل للخلال قال محمد بن عوف الحمصي: وكان أبو المغيرة نبأ


- (١/٦٢) وشرح السنة (١/٤٥٢) .
(١) تقدم من أحاديث الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>