للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القطان: نا أبو حاتم، نا ابن أبي مريم، فذكره ولم يقل في حديثه:"الرجس

النجس"وإنّما قال:"من الخبيث المخنث الشيطان الرجيم"هذا الحديث إسناده

ضعيف لضعف روايته، وقد تقدم ذكره قريبا، وفي الباب حديث رواه أبو

عبد الرحمن عبد الله بن مسعود، نا به المسند شرف الدين المصري، نا الإِمام

بهاء الدين إجازة، الأمر به قراءة عليه، نا ابن خزيمة، نا النبهاني، نا إسماعيل

ابن نصر بن عبد الله بن محمد، وكان صاحب حديث، نا إسماعيل بن عبد

الجبار السكوني، نا أبو يوسف القاضي عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي

الأحوص عن عبد الله أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دخل الغائط قال: " أعوذ بالله

من الخبث والخبائث " (١) وأشار اليزيدي إلى حديث جابر، واعتل حديث أبي

أمامة هذا وحديث اليزيدي من عند ابن عدي في كامله، وضعفه بحسن بن

عمر، قال ابن سليمان الخطابي: الخبث بضم الباء: جماعة الخبث، والخبائث:

جمع الخبيثة يزيد ذكر أن الشياطين وإناثهم، وعامة أصحاب الحديث يقولون:/

الخبث مسكنة والصواب مضمومة الباء، وفيما قاله نظر؛ لأنّ الذي أنكره هو

الذي حكاه أبو عبيد بن سلام والداراني في كتاب ديوان الأدب، فلا إنكار

على المحدثين إذا والله أعلم، وأيضا ففعل- بضم الفاء والعين- تسكن عينه

قياسا، فلعل من سكنها سلك ذلك المسلك، وأمّا معناه فذكر ابن الأعرابي أنَّ

أصله في كلام العرب: المكروه، فإن كان من الكلام فهو ألستم، وإن كان من

الملل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو

الضار، قال ابن الأنباري: الخبث الكفر، والخبائث الشياطين، وقال غيره:

الخبث الشيطان، والخبائث المعاصي، وزاد بعض المتأخرين على ابن الأعرابي،

وقيل: الخبائث الأفعال المذمومة، والخصال الرديئة، وليس ذلك بزيادة لدخوله

في معنى كلامه، وقوله إذا دخل الخلاء، يريد به إذا أراد دخول الخلاء، كما

في صحيح البخاري وكقوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة} ويحتمل أن


(١) ضعيف. رواه ابن السني في"عمل اليوم والليلة" (١٧) والكنز (١٧٨٧٥، ٢٧٢٢٠)
والخطب في"التاريخ" (٤/٢٦٢، ٨/٦٢) .
وضعفه الشيخ الألباني. (ضعيف الجامع: ص ٦٣٧، ح/٤٣٩٢) ٠ انظر: (الضعيفة: ح/
٤١٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>