للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبالجملة, فكل أمر من الأمور خولف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أمر جاهلي١.

رابعا: أنواعها من حيث الحكم

تتنوع الجاهلية من حيث الحكم نوعين:

النوع الأول: جاهلية كفر.

ومن هذا النوع قوله-تعالى-: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} ٢, وقوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} ٣.

النوع الثاني: جاهلية معصية, وهي ما تكون بترك واجب أو فعل محرم دون الكفر٤, وهذه لا يكفر صاحبها٥.

ومن هذا النوع قوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية"٦ وكذا الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والنياحة على الميت.

هذه أهم أنواع الجاهلية حسب علمي, والله تعالى أعلم.


١ انظر: "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص٢٦١.
٢ آل عمران: ١٥٤
٣ المائدة: ٥٠
٤ انظر: فتح الباري (١/٨٥) .
٥ انظر صحيح البخاري –كتاب الإيمان- باب المعاصي من أمر الجاهلية, ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك.
٦ سبق تخريجه ص٣٤.

<<  <   >  >>