للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرسالة الثالثة والخمسون]

...

بسم الله الرحمن الرحيم

"٥٣"

من عبد الرحمن بن حسن إلى الأخوان علي بن حمد وإخوانه سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتذكرون أمر الهيتمي الذي معه الحيات ويبيع سقوة على الناس البدو والحضر يسقيهم من ريقه ويأخذ عليهم العهد ويدعي أن من سقاه من ريقه لا تلدغه الحية ولم ينكر عليه إلا عبد العزيز بن عبد الجبار جزاه الله خيرا وتذكرون أن عثمان بن منصور وكتب تابعه وقبل منه سقوته هذا تحققناه منكم ومن سيبيع الذين جاؤا من قبلكم ويذكرون إنهم توقفوا في مبدأ أمره وأهل القرايا كذلك حتى قيل منه ابن منصور وكتب معه خطابا وبعد هذا تزاحم عليه البدو والحضر الذي يشتري سقوته بدراهم والذي بعيش والذي بغنم والذي بسمن والذي حصل منهم باعه في تمير وبعد هذا قدم المجمعة وطردوه.

وخط عبد العزيز بن الجبار أشرفنا عليه وذكر كلام العلماء وإنكارهم على من فعل هذا وأخذ الحيات وإن هذه أحوال شيطانية تحصل بواسطة الشياطين إذا تقرب إليهم بالشرك بالله وهذا لا يوجد إلا في أجهل الناس وأبعدهم عن الله وعن دينه وعبد العزيز جزاه الله خيرا أدى الذي عليه وأما ابن منصور فالله أعلم أنه معاقب ولا ندري هل هذا كله جهل أوله مقصد شر وإلا فالذي على فطرة أو له عقل ينكر هذا بفطرته وعقله وذكر شيخ الإسلام رحمه الله: في كتاب الفرقان من الأحوال الشيطانية أمورا من هذا تركنا ذكرها لئلا يطول الجواب فهذا من جنس أحوال الكهان مع الشياطين والكهانة أنواع هذا منها وفي الحديث الصحيح من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وأمور الكهانة وما شابهها من الاستمتاع بالشياطين والاستكثار منهم محاها الله بما أطلع في نجد من الدعوة إلى توحيد الله وأمتدت إلى كثير من الجزائر كما محى أحوال الكهان ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسد صلى الله عليه وسلم أبواب الشرك وأحوال الجاهلية وحمى الإسلام فمن ذلك ما ثبت في حديث ابن مسعود مرفوعا أن الرقى والتمائم والتولة شرك فلم يبح من الرقى إلا ما خصه الدليل من.

<<  <   >  >>