للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث: قاعدة الاضطراب سنداً ومتناً

قاعدة الاضطراب سنداً ومتناً متعلقة بالقاعدتين السابقتين بل لا تخرج عنهما لكن النظر هنا في طريقة العمل عند اختلاف واضطراب الحديث سنداً ومتناً.

فإذا وقع الاختلاف في سند الحديث ومتنه كانت النظرة الأولى إلى الإسناد؛ [لأن الوهم إنما يتطرق إلى أخبار الآحاد من جهة واحدة وهي الطريق أي السند] ١.

قال شعبة: "إنما يعلم صحة الحديث بصحة الإسناد"٢.

وقال يحيى بن سعيد: "لا تنظروا إلى الحديث ولكن انظروا إلى الإسناد فإن صح الإسناد. وإلا فلا تغتر بالحديث إذا لم يصح الإسناد" ٣اه.

فالنظرة الأولى للإسناد فقط فما كان من رواية الضعفاء والمختلطين والمتروكين أبعدناه عن الدراسة؛ إذ [لا يحكم بالضعفاء على الثقات] ٤.

قال ابن دقيق العيد: "الواجب أن ينظر إلى تلك الطرق فما كان منها ضعيفاً أسقط عن درجة الاعتبار. ولم يكن مانعاً من التمسك بالصحيح القوي"٥اه.


١ من كلام القرطبي في المفهم (١/٥٦٣) بتصرف.
٢ أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (١/٧٥) .
٣ أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (٢/١٠٢) .
٤ من كلام النسائي في السنن الكبرى (٣/٤٩١) وانظر نصب الراية (٤/٩٧) للزيلعي.
٥ أحكام الأحكام (٣/١٧٣) وانظر بيان الوهم (٣/٣٣٩) و (٤/٢٦) لابن القطان.

<<  <   >  >>