للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما رآه من السائل أنه أفضل وأهم له؛ نظراً لحاجاته وأحواله، ولهذا كله أمثلة عديدة وشهيرة في السنة النبوية (١) .

وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: "إنك غليِّم معلَّم" (٢) ، والذي قال عن نفسه: "ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت إليه"، قال شقيق: فجلست في حلق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما سمعت أحداً يرد ذلك عليه، ولا يعيبه (٣) - يسير على هذا المبدأ، فيقول: "ما أنت بمحدِّث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة" (٤) .

والممارس لمهنة التعليم يلحظ فروقاً بارزة بين الطلاب، ومن مهام المدرس أن يستطيع معرفة نفسية واستعداد كل طالب، وما يقدر عليه، وهي خصيصة من خصائص المدرس الناجح.

وقد قرر الآجري هذه القاعدة بقوله - عن مقرئ القرآن -: "وينبغي له أن يستعمل مع كل إنسان يلقنه القرآن ما يصلح لمثله" (٥) .

ففي جانب حفظ القرآن الكريم تجد بعض الطلاب لديه قدرة على حفظ خمس آيات في اليوم، وبعضهم لديه قدرة على حفظ صفحة، وبعضهم


(١) انظر الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم وأساليبه في التعليم، والأمثلة المذكورة فيه: ٨١ - ٩١.
(٢) رواه أحمد: ١ / ٣٧٩، والفسوي في المعرفة والتاريخ: ٢ / ٥٣٧ بلفظ (إنك غلام معلَّم) ، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤوط (سير أعلام النبلاء: ١ / ٤٦٥) .
(٣) رواه مسلم: ٤ / ١٩١٢.
(٤) رواه مسلم في مقدمة صحيحة: ١ / ١١.
(٥) أخلاق حملة القرآن: ٤٧.

<<  <   >  >>