للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحذر من الانزلاق إلى النُّواح حتى لا يتشبه بأهل النوح من الذين لا يؤمنون بقدر الله.

ويدخل في هذا النوع من الطرق المبتدعة مشابهة ألحان الروافض في نياحاتهم التي يقيمونها في عاشوراء، فإنها يجتمع فيها وصفان من الأوصاف المعتبرة في التحريم: أنها ألحان أعجمية، وأنها من ألحان أهل النوح (١) .

فإذا رُئي معلم القرآن يعتاد هذه الطرائق ويرغب فيها، فهو دليل على عدم اتباعه للقرآن، وانتفاعه به.

روى زياد بن لبيد الأنصاري قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فقال: "وذاك عند أوان ذهاب العلم"، قال: قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا، ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ قال: "ثكلتك أمّك يا ابن أم لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل لا ينتفعون مما فيهما بشيء؟ " (٢) .

والمقصود من ذكر صفة التدين الصادق لمعلم القرآن، التنبيه على أن يواطئ قوله وعمله ما يحمل من كلام الله، ليكون القرآن العظيم حجة له، لا عليه، وليرفعه الله به، وينفع بتعليمه.


(١) انظر جمال القراء وكمال الإقراء: ٢ / ٥٢٨ - ٥٢٩، والتمهيد في علم التجويد لابن الجزري:
٥٥ - ٥٧، ولطائف الإشارات لفنون القراءات: ١ / ٢١٨، وسنن القراء ومناهج المجودين: ٩٤، ٩٩.
(٢) رواه أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب العلم (٥٢) : ١٥ - ١٦، وأحمد في المسند: ٤ / ١٦٠،
وابن ماجه (٤٠٤٨) في السنن: ٢ / ١٣٤٤.

<<  <   >  >>