للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب التاسع عشر:]

*باب ما جاء في أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين

وقول الله عزّ وجلّ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} .

ــ

قال الشيخ رحمه الله: "باب ما جاء" يعني: ما ورد من الأدلة من أن "سبب كفر بني آدم" السبب في اللغة: ما يُتوصّل به إلى الشيء، ولذلك سمّي الحبل سبباً، قال تعالى: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} يعني: فليمدد بحبل إلى السماء. أما السبب عند الأصوليين فهو: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته.

"كفر بني آدم" يعني: كفرهم بالله عزّ وجلّ.

"وتركهم" بالجر عطفاً على كفر المضاف إليه، لأن المعطوف على المجرور مجرور.

"دينهم" دينهم منصوب على المفعوليّة، لأن المصدر إذا أضيف أو دخلت عليه "ألـ" فإنه يعمل عمل فعله.

"هو الغلو في الصالحين" الغلو في اللغة: هو الزيادة عن الحد، يقال:. غلى القدر إذا زاد ومنه يقال: غلى السعر؛ إذا زاد في الأسواق، فالغلو في اللغة: هو الزيادة عن الحد.

أما في الشرع: هو الزيادة عن الحد المشروع، يسمّى غلوًّا، ويسمّى طُغياناً.

والغلو في الصالحين، هو: الزيادة في مدحهم، ورفعهم فوق مكانتهم؛ بأن يُجعل لهم شيءٌ من العبادة.

قال: "وقول الله عزّ وجلّ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} " المراد بأهل الكتاب: اليهود والنصارى، سُمّوا بأهل الكتاب: لأن الله سبحانه أنزل على أنبيائهم الكتب. اليهود أنزل الله على نبيهم موسى عليه السلام التوراة. والنصارى أنزل الله على نبيهم عيسى- عليه الصلاة والسلام- الإنجيل، فلذلك سُمّوا أهل الكتاب فَرْقاً بينهم وبين الأُميّيّن والوثنيّين الذين لا كتاب لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>