للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه- كما ذكر الشيخ رحمه الله قرب الجنة والنار من الإنسان، فما بينه وبين الجنة والنار إلاَّ أن يموت، ولا يدري، ربما يموت في الحال، ربما يموت بعد دقائق، أو بعد شهر، أو بعد سنة، ما بينه وبين النار والجنة إلاَّ الموت، فإذا مات دخل النار أو دخل الجنة، ففيه قُرب الجنة والنار من الإنسان، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شِراك نعله، والنار مثل ذلك"، والشاعر يقول:

كل امرئ مُصَبِّح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله

تصبح في الدنيا وتمسي في الجنة، أو بالعكس-.

فهذا الحديث فيه الخوف من الشرك، وأن الإنسان يخشى أن يلقى الله وهو على الشرك فيكون من أهل النار، والعياذ بالله.

وفي نصوص الباب أن الإنسان لا يغتر بنفسه مهما بلغ من العلم والإيمان والمعرفة، بل يعترف بعجزه وفقره إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه إن لم يعصمه الله فإنه على خطر.

كما أن في الباب - أيضاً- بيان معنى لا إله إلاَّ الله- كما يقول الشيخ في مسائله-: "في الباب معنى لا إله إلاَّ الله، وذلك في الحديث الأخير: "من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار"، هذا هو معنى لا إله إلاَّ الله، لأن في هذا الحديث التّوحيد والشرك، ولا إله إلاَّ الله أثبتت التّوحيد ونفت الشرك، فـ (لا إله) نفي للشرك، و (إلاَّ الله) إثبات للتّوحيد.

نسأل الله عزّ وجلّ أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا وإياكم الثبات على دينه، وأن يُرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن لا يجعله ملتبساً علينا فنضل، ونعوذ بالله من الغرور، ونعوذ بالله من الإعجاب، ونعوذ بالله من تزكية النفس المنهي عنها بقوله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} .

<<  <  ج: ص:  >  >>