للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثانية: أَن تدل على سعر مثل "اشتريت اللبن رطلاً بمئة قرش، يبيع أَخوك الجوخ متراً بدينار".

الثالثة: أَن تدل على عدد مثل "قضيت مدة الجندية ثلاثَ سنين"

الرابعة: أن تكون موصوفة بمشتق أو بما في معناه مثل: "رافقته فتىً نبيلاً"، {إِنّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} .

الخامسة: أن تدل على طور فيه تفضيل مثل "المشمش رُبّاً أَطيب منه شراباً".

السادسة: أَن تكون نوعاً لصاحبها مثل: "هذا مالك ورِقاً".

السابعة: أَن تكون أصلاً لصاحبها أَو فرعاً له مثل: "خذ سوارك فضةً وأَعطني ذهبي خاتماً".

يضيف بعضهم إلى شرطي التنكير والاشتقاق في الحال شرطين آخرين: أحدهما أن تكون نفس صاحبها في المعنى كالأمثلة المتقدمة فلا يجيزون مثل "قابلتك والدتك سروراً" لأن السرور غير الوالدة. وهذا شرط مفهوم بالبداهة، والثاني أن تكون صفة منتقلة كالأمثلة المتقدمة، فالسرور والترتيب وشبه الغزال وغيرها من الحالات ليست ثابتة في أصحابها بل منتقلة، وهذا الشرط غالب لا مطرد فقد ورد في الندرة أحوال هي صفات ثابتة مثل "خلق الله الزرافة يديْها أطولَ من رجليها"، {وَخُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِيفاً} .

هذا ولابدَّ من التنبيه إلى أن معنى "فضلة" الواردة في تعريف كثير من النحاة للحال، حين يقولون: "الحال وصف فضلة" هو أنها لا مسندة ولا مسند إليها، وإلا فكثيراً ما تأتي الحال أساساً في الغرض من الجملة، لا يستغنى عنها أبداً مثل قوله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارَى} وقوله: {وَما خَلَقْنا السَّماءَ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ} .

وكما أتت الحال اسماً تأْتي جملة فعلية أَو اسمية مثل "ذهبوا يُهَرْوِلون، حضرتُ كتابي بيدي، سافر والليل مظلم، نجحنا وإنا لخائفون"، وحنيئذ لابدَّ لجملة الحال من رابط يربطها بصاحب الحال، والرابط إما الضمير وحده كما في المثالين الأولين، وإما الواو وحدها كما

<<  <   >  >>