للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تنوعت عبارات العلماء في تعريف لفظ " الرب " وتعريف توحيد الربوبية. أما أهل اللغة فجعلوا لفظة "الرب" تدور على معان ثلاثة (١) : المالك ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " فذرها حتى يلقاها ربها" (٢) ، والسيد المطاع ومنه ما جاء في الحديث: " أن تلد الأمة ربها " (٣) أي سيدها، والمصلح للشيء المدبر له، قال الراغب الاصبهاني: "الرب في الأصل التربية، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام" (٤) .

وانطلاقا من هذه المعاني اللغوية، قال ابن جرير الطبري: " فربنا جل ثناؤه: السيد الذي لا شبه له، ولا مثل في سؤدده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر" (٥) . وهذا أجمع ما وقفت عليه في تعريف الرب، مع مراعاته الأصول اللغوية للكلمة. وقد يأتي بعض أهل العلم بتعريفات أخرى تركز على أحد المعاني الثلاثة المتقدمة دون غيرها، كما في قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الرب هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلى جميع أحواله من العبادة وغيرها" (٦) ، وفيه إشارة إلى الترابط بين الربوبية والألوهية كما سيأتي.


(١) - أنظر لسان العرب وتاج العروس.
(٢) - رواه البخاري في العلم-باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره برقم: ٩١ (ص٤٣) ومسلم في اللقطة برقم: ١٧٢٢ (ص٧١٦) .
(٣) - رواه البخاري في الإيمان برقم: ٥٠ (ص٣٣) ، ومسلم في الإيمان برقم: ١ (ص٣٦) .
(٤) - المفردات: ١٩٠.
(٥) - جامع البيان: ١/٩٢.
(٦) - مجموع الفتاوي:١/٢٢.

<<  <   >  >>