للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فوق عرشه، ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته بائن عن جميع خلقه، بلا كيف، وهو بكل مكان بعلمه لا بذاته، فلا تحويه الأماكن؛ لأنه أعظم منها. انتهى كلام الشارح.

وذكر ابن أبي زيد في كتاب الفرد في السنة - تقرير العلو، واستواء الرب على العرش بذاته، وقرره أتم تقرير.

وقال في مختصر المدونة: وأنه تعالى فوق عرشه بذاته، فوق سماواته دون أرضه.

قال الحافظ الذهبي لما ذكر قول ابن أبي زيد: (وأنه تعالى فوق عرشه المجيد) : قد تقدم مثل هذه العبارة عن أبي جعفر بن أبي شيبة، وعثمان بن سعيد الدارمي.

وكذلك أطلقها يحيى بن عمار واعظ سجستان في رسالته، والحافظ أبو نصر السجزي في كتاب الإبانة له، فإنه قال: وأئمتنا كالثوري ومالك والحمادين، وابن عيينة وابن المبارك والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته، وأن علمه بكل مكان. وكذلك أطلقها ابن عبد البر، وكذا عبارة شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري، فإنه قال في أخبار شتى: إن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه. وكذا قال أبو الحسن الكرخي الشافعي تلك القصيدة:

<<  <   >  >>