للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدليل على أركان الإيمان]

وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذِهِ الأَرْكَانِ السِّتَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: ١٧٧] . [٤٤]


[٤٤] لما ذكر الشيخ هذه الأركان ذكر دليلها من القرآن ومن السنة؛ لأن أي شيء من أمور الدين والعبادة والعقيدة وأمور الأحكام الشرعية يحتاج إلى دليل، وإن لم يكن له دليل لم يكن صحيحا، لما ذكر الشيخ أركان الإيمان الستة ذكر دليلها من القرآن أولا ثم من السنة.
فمن القرآن قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} ، البر: هو فعل الخير الذي يقرب من الله، ويوصل إلى جنته، فكل أفعال الخير هي من البر، فالبر لفظ عام يجمع جميع أنواع الخير، وأنواع الطاعات كلها داخلة تحت مسمى البر، وتحت مسمى التقوى.
فالبر والتقوى من الأسماء العامة التي تجمع كل خصال الخير، وقوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} هذا رد على اليهود الذين استنكروا تحويل القبلة

<<  <   >  >>