للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنزه نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل، وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل، فقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: ١٨٠ – ١٨٢] .

نزه نفسه سبحانه وتعالى عن مذهب الطائفتين – مذهب الممثلة، ومذهب المعطلة – وأثبت لنفسه الأسماء والصفات على ما يليق بحلاله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات: ١٥٩] ، وقال: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الطور: ٤٣] ، نزه نفسه عن ذلك.

هذا هو المذهب الحق، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة، وهو الذي قال الشيخ – رحمه الله – إنه عقيدته ومعتقده.

قال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} ، نزه نفسه عما يصفه به أهل التعطيل وأهل التمثيل، ثم قال: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} سلم عليهم لسلامة ما قالوه في الله عز وجل لسلامته من العيب والنقص، فالمرسلون وصفوا الله بما وصف به نفسه؛ لذلك سلم الله عليهم، وختم الآيات بقوله: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} له الثناء كله والحمد كله، لا يستحقه إلا هو سبحانه وتعالى.

فهل بعد هذا البيان يظن أحد أن الشيخ عنده شيء يخالف به أهل العلم كما يتهمه خصومه؟ الجواب: لا، فهذه عقيدته واضحة نقية مما يرمونه به من الشبهات.

<<  <   >  >>