للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - مبحث في العرش

والكرسي وإثبات صفة العلو

العرش والكرسي كلاهما حق، وللعرش حملة من الملائكة يحملونه فوقهم، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} وقال تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} وقد ميز الله العرش بنسبته إليه، وخصه باستوائه عليه، قال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} وقال: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} وقال: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} ، وقال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وقال: في أكثر من آية {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فدل ذلك على وجوده وامتيازه واستواء الله عليه، كما دلت الآية الثانية على وجود الكرسي.

واختلف في صفة العرش وموقعه من المخلوقات، فقيل: إن العرش مثل القبة فوق المخلوقات، واستدل لهذا بما رواه أبو داود وغيره في حديث الأطيط من قوله صلى الله عليه وسلم: «إن عرشه على سماواته» هكذا، وقال بأصابعه، مثل القبة.

<<  <   >  >>