للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرد على أهل المسلك الأول

القائلين برد السنة لمخالفتها العقل

وهذا أيضا وضع غير سليم واعتراض غير سليم فإن عقولهم يعتريها الخطأ والصواب، والوحي -الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وثبت عنهم- جاء الصادق الأمين بوحي من ربه، وهو لا ينطق عن الهوى.

فيجب على الإنسان أن يتهم عقله وتفكيره بدلا من أن يتهم رسوله، أو الرواة العدول، أو أن يتهم ربه في وحيه، وليثق بربه وبرسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من ثقته في تفكيره، فإن العقل قاصر، وجرب عليه الخطأ كثيرا، ومداه محدود، وما يجهله أكثر مما يعلمه.

فعليه أن يعتقد في تفكيره القصور، وأن يعتقد في وحي الله الكمال والصدق، وأن يعتقد في الرواة -الذين استوفوا شروط النقل المضبوطة المعروفة عند المحدثين- الثقة بهم أكثر من ثقته بتفكيره.

هذا جواب على من ينكر الحديث لمعارضته لتفكيره.

يقال له: اتهم عقلك بالقصور فإن ما يعلمه أقل مما يجهله، اتهم عقلك بالخطأ وبالجهل في تفكيرك؛ لأنك كثيرا ما تخطئ، وجرب عليك هذا، أما هؤلاء العدول الضباط الذين استوفوا شروط النقل، نقل الأحاديث، فهؤلاء يندر أن يخطئ أحدهم وخطؤه إلى جانب صوابه قليل جدا بل نادر.

<<  <   >  >>