للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الأسانيد الثلاثة دارت على محمد بن إسماعيل، أبي فديك وهو مجمع عليه وسليمان بن يزيد، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم الرازي: إنه منكر الحديث ليس بقوي، انتهى ما ذكره.

والجواب أن يقال: هذا الحديث ليس بصحيح ولا ثابت، بل هو حديث ضعيف الإسناد منقطع، ولو كان ثابتاً لم يكن فيه دليل على محل النزاع، ومداره على أبي المثنى سليمان بن يزيد الكعبي الخزاعي المديني وهو شيخ غير محتج بحديثه، وهو بكنيته أشهر منه باسمه، ولم يدرك أنس بن مالك فروايته عنه منطقة غير متصلة، وإنما يروي عن التابعين وأتابعهم، وقد ذكره ابن حبان في كتاب الثقات (١) في أتباع التابعين وذكره أيضاً في كتاب المجروحين، قال في كتاب الثقات: سليمان بن يزيد أبو المثنى الكعبي من أهل المدينة يروي عن عمر بن طلحة، روى عنه ابن أبي فديك، هكذا ذكره.

وقال في كتاب المجروحين (٢) : ابو المثنى شيخ يروي عن هشام بن عروة، روى عنه عبد الله بن نافع الصائغ يخالف الثقات في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للاعتبار.

روى عن هشام بن عروة، عن أبية عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله عز وجل من هراقة دم)) وذكر الحديث.

ثم قال:حدثنا ابن سالم بيت المقدس عن أبيه عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله عز وجل من هراقة دم)) وذكر الحديث.

ثم قال: حدثناه ابن سالم ببيت المقدس، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا أبو المثنى عن هشام بن عروة، هكذا ذكره في كتاب المجروحين ولم يذكر اسمه، قال الدارقطني في الحواشي على هذا الكتاب، اسم ابي المثنى هذا سليمان بن يزيد الكعبي مديني، وقال في كتاب العلل (٣) : هو ضعيف.

وقال ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل (٤) : سليمان بن يزيد أبو المثنى الكعبي الخزاعي المديني، ثم ذكر أنه يروي عن سعيد المقبري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعباد بن إسحاق، وإسماعيل بن إبراهيم بن


(١) ٦ / ٣٩٥.
(٢) ٣ / ١٥١.
(٣) لم يكمل بعد.
(٤) ٤ / ١٤٩.

<<  <   >  >>