للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: "صار بمكان كذا وكذا أي بإمالة الألف في صار"١، والمعروف أن كثير عزة من خزاعة٢.

وقال أبو بكر بن مقسم: إن أكثر أهل اليمن يميلون ألف حتى؛ لأن الإمالة غالبة على ألسنتهم في أكثر الكلام٣.

ويقول الأشموني في شرحه على الألفية: نقل عن بعض الحجازيين إمالة نحو: "خاف، وطاب" وفاقًا لبني تميم، وعامتهم يفرقون بين ذوات الواو نحو: "خاف"، فلا يميلون، وذوات الياء نحو: "طاب"، فيميلون٤، ومثل هذا القول سبق لأبي حيان أن قرره في الارتشاف٥.

وعند القراء:

من القراء من لم يمل وهو ابن كثير، ومنهم من اتجه إلى الإمالة.

والذين يميلون قسمان:

قسم يكثر من الإمالة وهم ورش وأبو عمرو، وحمزة والكسائي.

والقسم الآخر منهم مقلون وهم قالون وابن عامر وعاصم.

وهناك علاقة واضحة بين القراء المكثرين من الإمالة، وبيئاتهم وشيوخهم؛ إذا أغلبهم من العراقيين وقد نزل فيهم من قبائل العرب أسد وتميم٦.


١ الكتاب لسيبويه ج٢ ص٢٦١.
٢ الأغاني ج٢ ص٢٥.
٣ همع الهوامع للسيوطي ج٢ ص٢٠٤.
٤ منهج السالك ج٤ ص٢١٠.
٥ ارتشاف الضرب لأبي حيان مخطوط ص٢٠٩.
٦ راجع بحث هذه المسألة بتفصيل في كتاب الإمالة في القراءات واللهجات العربية ص١٥٤ وما بعدها. د. شلبي.

<<  <   >  >>