للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ١.

وقوله -صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله" رواه مسلم.

وقال -عليه الصلاة والسلام: "خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي" ٢ فعلى المسلم أن يكون لطيفًا في معاملة زوجته, رحيمًا في محاولة إصلاحها وتقويمها, وألا يشتد في هذا التقويم حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه, فقد قال -عليه الصلاة والسلام: " إن المرأة خلقت من ضلع أعوج لن تستقيم على طريقة, فإن ذهبت تقيمها كسرتها, وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج" متفق عليه.

ويمكن إجمال المعاشرة بالمعروف فيما يلي:

١- التزين للزوج: قال ابن عباس -رضي الله عنه: "إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن أستنظف -أي آخذ- كل حقي الذي لي عليها, فتستوجب حقها الذي لها عليّ؛ لأن الله تعالى قال: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أي: زينة من غير مأثم.

وعن ابن عباس أيضًا: أي: لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن.

ويستفاد من كلام ابن عباس -رضي الله عنهما, أنه يستحسن أن يتزين الرجل لزوجته, وإن كان يختلف من شخص لآخر, ومن الشباب إلى الشيوخ, ومن عصر إلى عصر, ومن بيئة إلى أخرى، فالمهم أن يتزين لها بالزينة التي تليق به في سنه وفي وضعه الاجتماعي كي تستلطفه وتشعر باهتمامه بها.


١ سورة البقرة الآية: ٢٢٨.
٢ الترمذي ٣٨٩٥، الدارمي ٢/ ١٥٩، وابن حبان في صحيحه ٤١٧٧، وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>