للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- ظهور الاتجاه التجديدي الذهني:

لقد دعت الحاجة الفنية إلى ظهور لون جديد من الشعر، يحالو القيام بما عجز عنه الاتجاه المحافظ البياني، من تحقيق المثل الشعري الأعلى، الذي يلائم العصر والبيئة، ويتجنب ما تورط فيه الاتجاه المحافظ البياني من مآخذ.

وقد ولد هذا الاتجاه الجديد على يد ثلاثة من الشبان المصريين، اشتركوا في عدة سمات، فهم أولًا من ذوي الثقافة الأدبية الإنجليزية بالإضافة إلى الثقافة العربية، وهم ثانيًا من المفكرين المغلبين كثيرًا لجانب العقل، وهم ثالثًا من الشباب الثائر، المتطلع إلى آفاق عليا وقيم أفضل، وهم آخر الأمر من الطموحين الذين يرون آمالهم أكبر من إمكانيات عصرهم، وظروف معيشتهم.

أما هؤلاء الشبان الثلاثة فهم عبد الرحمن شكري١، وإبراهيم عبد القادر


١ ولد عبد الرحمن شكري ببورسعيد سنة ١٨٨٦، وتعلم بها وبالإسكندرية، ثم بالقاهرة، حيث أتم دراسته الثانوية برأس التين، ثم دخل مدرسة الحقوق أولًا، ولما فصل منها لأسباب سياسية التحق بالمعلمين العليا، وتخرج سنة ١٩٠٩. وأوفد في بعثة إلى انجلترا، فدرس في جامعة "شيفلد" ثلاث سنوات، ونال درجة البكالوريوس في الآداب. ثم عاد إلى مصر واشتغل في مناصب التعليم من مدرس إلى مفتش إلى ناظر، ثم اعتزل الخدمة سنة ١٩٣٨، وعاد إلى بورسعيد، وظل بها إلى سنة ١٩٥٢، ثم انتقل إلى الإسكندرية، وظل بها حتى مات سنة ١٩٥٨ حيث دفن هناك.
اقرأ عنه في المقدمة التي صدر بها ديوانه الكامل، الأستاذ نقولا يوسف، وهو الديوان الذي جمع فيه كل شعره، وصدر سنة ١٩٦٠. وفي: الأدب العربي المعاصر في مصر للدكتور شوقي ضيف ص١٢٨ وما بعدها، والشعر المصري بعد شوقي للدكتور مندور الحلقة الأولى ص٦٦ وما بعدها.

<<  <   >  >>