للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[أقدم كتاب وصلنا اسمه كان في موضوع صرفي]

عصفت حوادث الأيام بالكتب التي سبقت تأليف كتاب سيبويه, فلم يصل إلينا منها سوى أسمائها.

وأقدمها كان في موضوع صرفي، وهو كتاب الهمز١ لعبد الله٢ بن أبي إسحاق الحضرمي "المتوفى سنة ١١٧هـ"، ويعتبره الزبيدي في الطبقة الثالثة البصرية، ويعتبر سيبويه في الطبقة السادسة منها.

ثم وافانا كتاب سيبويه مستوعبا أبواب النحو والصرف، حتى مسائل التمارين، وما استطاع أحد ممن جاء بعده أن يزيد عليه بابًا جديدًا.

عاجلت المنية سيبويه وهو في رونق الشباب وربيع العمر، فلم يتمكن من قراءة كتابه لغيره٣.

ترك سيبويه للعلماء كتابه, فأقبلوا على دراسته وروايته وشرحه واستظهاره إقبالا منقطع النظير٤، وبلغ الأمر بمن كان يحفظه أنه كان يختمه مرة كل خمسة عشر يومًا.


١ المزهر ٢/ ٢٤٧.
٢ النحوي المقرئ، قال ابن سلام: أول من بعج النحو ومد القياس وشرح العلل، أخذ عنه أبو عمرو بن العلاء, وعيسى بن عمر الثقفي، ويونس بن حبيب، وأبو الخطاب الأخفش الأكبر.
٣ بغية الوعاة ٣٦٦، وقال في ١٨١ في ترجمة إبراهيم بن سفيان الزيادي المتوفى سنة ٢٤٩: إنه قرأ كتاب سيبويه على سيبويه، ولم يتمه، ومثله في معجم الأدباء ١/ ١٥٨.
٤ من مظاهر العناية بكتاب سيبويه أن بلغ عدد النحويين الذين عرف عنهم أنهم فقهوا هذا الكتاب ودرسوه ١٥٠ نحويا، شرحه منهم خمسون نحويا، وشرح شواهده سبعة عشر نحويا، وكان يحفظه ويستظهره عشرة، وهذا فيما أحصيت، ولولا خوف الإطالة لذكرت أسماء هؤلاء.

<<  <   >  >>