للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطلب? قال: الدين. فعرض عليه النصرانية، فقال: لا حاجة لي فيها وأبى أن يقبل, فقال: إن الذي تطلب سيظهر بأرضك، فأقبل وهو يقول:

لبيك حقا حقا ... تعبدًا ورقا

مهما تجشمني فإني جاشم ... عذت بما عاذ به إبراهم١

قال: ومر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه أبو سفيان بن الحارث يأكلان من سفرة لهما، فدعواه إلى الغداء، فقال: "يابن أخي, إني لا آكل مما ذبح على النصب" قال: فما رئي النبي -صلى الله عليه وسلم- من يومه ذلك يأكل مما ذبح على النصب حتى بعث -صلى الله عليه وسلم- قال: فأتاه سعيد بن زيد فقال: إن زيدًا كان كما قد رأيت وبلغك، استغفر له قال: "نعم" فاستغفر له، وقال: "إنه يبعث يوم القيامة أمة وحده" أخرجه أبو عمر.

"شرح" تجشمني أي: تحملني تقول: جشمت الأمر بالكسر جشما وتجشمته إذا تكلفته على مشقة، وأجشمته إذا كلفته إياه.

وعن أسماء قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش, والله ما منكم على دين إبراهيم غيري. وكان يحيي الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها وأنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك, وإن شئت كفيتك مؤنتها. أخرجه البخاري.

وعن ابن زيد عن أبيه قال في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا} ٢ نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يوحدون الله عز وجل: زيد بن عمرو بن نفيل، وأبي ذر، وسلمان، أولئك الذين هداهم الله بغير كتاب ولا نبي. أخرجه الواحدي وأبو الفرج في أسباب النزول.

أمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية, ذكره أبو عمر.


١ لغة في إبراهيم.
٢ سورة الزمر الآية ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>