للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الخامس: في ذكر من أسلم على يديه]

عن عائشة أن أبا بكر لما أسلم راح بعثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد فأسلموا, ثم جاء الغد بعثمان بن مظعون وأبي عبيدة وعبد الرحمن بن عوف وأبي سلمة والأرقم فأسلموا, خرجه ابن ناصر السلامي.

قال ابن إسحاق: ولما أسلم أبو بكر أظهر إسلامه ودعا إلى الله ورسوله, وكان رجلًا مؤلفًا لقومه محببًا سهلًا, وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر, وكان رجلًا تاجرًا ذا خلق ومعروف, وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر: لعلمه وتجارته وحسن مجالسته, فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه, فأسلم بدعائه فيمن بلغني: عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله, فجاء بهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين استجابوا له فأسلموا قال: فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا بالإسلام وصدقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني عليا وزيدا وأبا بكر ومن أسلم على يديه.

وعن محمد بن عبيد بن عمر بن عثمان بن عفان قال: كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص قديمًا, وكان أول إخوته أسلم, وكان بدو إسلامه أنه رأى في النوم أنه واقف على شفير النار فذكر من سعتها ما الله أعلم, ورأى كأن أباه يدفعه فيها, ورأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخذا بحقويه لا يقع ففزع من نومه وقال: أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق, فلقي أبا بكر فذكر ذلك له, فقال أبو بكر: أريد بك خير, هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاتبعه والإسلام يحجزك أن تدخل فيها وأبوك واقع فيها, فلقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بأجياد فقال: يا محمد إلامَ تدعو؟ قال: "أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله, وتخلع ما أنت عليه" خرجه في فضائل أبي بكر, وكان أبو بكر -رضي الله عنه- قد ابتنى مسجدًا بفناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن, فيجتمع عليه الناس ويستمعون إلى قراءته وينظرون إلى صلاته وبكائه حتى كان ذلك سبب إسلام جماعة, وذلك مشهور من خبره.

<<  <  ج: ص:  >  >>