للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قراءة علي وابن عباس -ورويت عن النبي "صلى الله عليه وسلم"-: "وَتَجْعَلُونَ شكركم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ١".

قال أبو الفتح: هو على حذف المضاف، أي: تفعلون بدل شكركم [١٥٦ظ] ومكان شكركم التكذيب ومثله قول العجاج:

ربيته حتى إذا تمعددا ... كان جزائي بالعصا أن أجلدا٢

أي: كان مكان جزائي الجلد بالعصا

ومن ذلك قراءة النبي "صلى الله عليه وسلم وابن عباس وقتادة والحسن والضحاك والأشهب ونوح٣ القارئ وبديل وشعيب بن الحارث وسليمان التيمي والربيع بن خثيم٤ وأبي عمران الجوني وأبي جعفر محمد بن على والضحاك وفياض: "فَرَوْح"، بضم الراء.

قال أبو الفتح: هو راجع إلى معنى الروح، فكأنه قال: فمسك روح، وممسكها هو الروح، كما تقول: هذا الهواء هو الحياة، وهذا السماع هو العيش، وهو الروح.


١ سورة الواقعة: ٨٢.
٢ يروى بين بيتي الشاهد:
وآض نهدا كالحصان أجردا
وتمعدد الغلام: شب وغلظ. وآض: صار وتهدا: جسيما جهيرا، من قولهم: فرس نهد، أي: جميل جسيم. والأجرد من الخيل: السباق. وانظر الديوان: ٧٦، وشواهد الشافية: ٢٨٥، واللسان "معد".
٣ قال ابن الجزري: ذكره الحافظ أبو عمرو، وقال: قال محمد بن الحسن النقاش: ثم كان بعد أبي عمرو بن العلاء -يعني من رواة الحروف المتصدرين -نوح القارئ، وذكر جماعة. طبقات القراء: ٢: ٣٤٣.
٤ هو الربيع بن خثيم أبو يزيد الكوفي الثوري، تابعي جليل. وردت عنه الرواية في حروف القرآن، آخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود، وعرض عليه أبو زرعة بن عمرو بن جرير. قال له عبد اله بن مسعود: لو رآك محمد -صلى الله عليه وسلم- لأحبك. وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين. مات في ولاية عبيد الله بن زياد، يعنى قبل سنة تسعين للهجرة. طبقات القراء لابن الجزري: ١: ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>