للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الديانة]

يبدو أن المجتمعات المحلية الأولى التي نشأت في آسيا الصغرى كانت تحتفظ باستقلالها الديني واستمرت أماكن العبادة فيها دون مساس بمعبوداتها، وكانت سياسة الملوك تدعو إلى رفع شأن تلك المعبودات كما انتحلوا لأنفسهم وظيفة الكاهن الأعظم لها؛ حيث يقوم الملك بموكب سنوي يزور فيه أهم مراكز العبادات التي يحتفل فيها شخصيًّا بأعيادها الرئيسية.

وقد جعل صيانة المعابد إحدى المهام الرئيسية التي يكلف بها حكام الأقاليم والقواد المحليون، واستفادت أماكن العبادة بالطبع من وراء ذلك وزاد استقرارها وعظمت ثروتها، ومما يذكر أن كل المراسيم والأوامر العليا للدولة كانت تصدر باعتبار أن الآلهة والإلهات جميعًا تضمن نفاذها ومفعوليتها؛ ولذا كان الكتاب يجمعون قوائم بجميع أسماء الآلهة المحلية تعامل فيها الآلهة المتشابهة معاملة واحدة وبذلت محاولات لترتيب هذه الآلهة على حسب أهميتها وعلى ذلك كانت الدولة والملكية تحت حماية مجموعة خاصة من الآلهة الشعبية العظمى التي كانت تقام لها طقوس خاصة بالعاصمة نفسها,

وقد وجدت نصوص بالتعليمات التي كانت تصدر إلى الكهنة وخدم المعابد ونصوص تبين ما كان يقوم به أعضاء البيت المالك من مراسيم العبادة، وكلها تدل على أن الطقوس المتبعة كانت دقيقة للغاية؛ مع أن بعض الأساطير التي وردت إلينا تشير إلى الأدوار التي كانت تقوم بها الآلهة؛ إلا أن معظم هذه لم تكن من المعبودات الرئيسية للدولة،

<<  <   >  >>