للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الدولة]

سبق أن أشرنا إلى الدويلات التي كانت منتشرة في الهضبة، كما أشرنا إلى اعتماد كل أمير في موارده على منتجات أراضيه ومراعيه إلى جانب الغنائم التي كان يحصل عليها من حروبه والمكوس التي كان يفرضها على التجار، وحينما اتسعت رقعة الإمبراطورية نجح ملوكها في تنظيم إدارتها نجاحًا كبيرًا وقد وضعوا أسسًا ثابتة لتنظيمها؛ إذ إنهم قسموها إلى عشرين ولاية تشمل مختلف الأقطار والجهات التي أخضعوها، وكان الملك يعين لكل ولاية حاكمًا هو الوالي الذي كان بمثابة الملك فيها؛ لأن الولاية كان لها كيانها السياسي الخاص بها، ولذا كان الملك الفارسي يلقب بملك الملوك.

ومع أن الولاة كانوا أعوان الملك في إدارته لإمبراطوريته؛ إلا أنهم كانوا أحيانًا مصدر خطر على الإمبراطورية وخاصة إذا ما أرادوا الاستقلال أو أصبحت وظائفهم وراثية، ولتجنب هذا الخطر عمد الملك إلى تعيين قائد لجيوش الولاية مستقل في اختصاصه عن الوالي، ويتبع الملك مباشرة، كما كان يعين سكرتيرًا للولاية ورئيسًا لموظفيها الماليين ويرسل إليها عددًا من المفتشين الذين يحملون ألقابًا مختلفة توحي بمهامهم مثل: عين الملك، ورسول الملك، وأذن الملك، وهؤلاء جميعًا كانوا يتبعون الملك مباشرة ومعظمهم كان من الأسر النبيلة.

ومما ساعد على نجاح الإمبراطورية في إدارة ممتلكاتها أن الأباطرة أنشئوا بها كثيرًا من الطرق ونظموا البريد؛ لتيسير الاتصال بينهم وبين

<<  <   >  >>