للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أولى هذه الخصائص أنها ربانية المصدر]

فالثقافة الإسلامية تعتمد على كتاب الله الموحى إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهي محصورة في هذا المصدر، بعيدة كل البعد عن الفكر الفلسفي الإنساني.

وإن هذا المصدر الرباني يتسم بسمة الخلود والصدق والصحة، ذلك لأن الكتب السماوية الأخرى قد دخلها التحريف، وأدخل عليها شروح وتفسيرات وتصورات وزيادات ومعلومات بشرية، أدمجت في صلبها، فبدلت طبيعتها الربانية، وبقي الإسلام وحده محفوظ الأصل، قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الْذَّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ} ١.

وهذا هو السر الذي يعطي الثقافة الإسلامية قيمة التفرد والخلود.

ومهمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت تبليغ هذا الأصل إلى الناس جميعا، إذ إنه يتلقى من الله رب العباد، وينقل، ويبلغ وينفذ، ويطبق. قال الله سبحانه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ, صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} ٢. وقال


١ الحجر: ٩.
٢ الشورى: ٥٢-٥٣.

<<  <   >  >>