للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الخاصية الثانية: الثبات]

ومعنى الثبات هنا، ثبات المصدر الأول للثقافة الإسلامية، وأن كل ما يتعلق بالحقيقة الإلهية ثابت الحقيقة وثابت المفهوم وغير قابل للتغيير.

ذلك لأن القاعدة الأولى التي تقوم عليها الثقافة الإسلامية هي الإيمان بوحدانية الله وبوجوده وبقدرته وهيمنته.. وكل صفاته الفاعلة في الكون والحياة والناس.

فهذه العقيدة أو هذه القاعدة ثابتة لا تتغير ولا تقبل التغيير، وما يتفرع عن هذه القاعدة من أن العبودية لله وحده واجبة على الناس جميعا بما فيهم الرسل، وأنه ليس لهم أية خاصة من خصائص الألوهية، حقيقة ثابتة أيضًا لا تتغير ولا تتبدل ولا تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة. وأن الإيمان بالملائكة والكتب المنزلة والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله ... حقيقة ثابتة.

وأن الدين عند الله الإسلام، وأن الله لا يقبل من الناس دينا سواه، حقيقة ثابتة.

أن الإسلام يعني إفراد الله بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات والاستسلام لمشيئته والرضى بالتحاكم إلى أمره ومنهجه وشريعته.. حقيقة ثابتة..

وأن الإنسان مخلوق مكرم على سائر المخلوقات، وأنه مستخلف في الأرض، وأن الناس من أصل واحد،.. حقيقة ثابتة.

وأن غاية الوجود الإنساني إفراد الله بالعبادة حقيقة ثابتة..

وأن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن الآخرة دار حساب وجزاء حقيقة ثابتة..

هذه وغيرها من القواعد التي تتصل اتصالا مباشرا بالعقيدة الإسلامية حقائق ثابتة لا تتغير ولا تخضع للتغيير.

والثمرة المترتبة على ثبات هذه الحقائق في الثقافة الإسلامية ضبط حركة الإنسان، وتقييد تصرفاته ضمن إطار محدد، فلا يخرج عن جادة الهدى، ولا

<<  <   >  >>