للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: التغريب]

[مدخل]

...

التغريب

التغريب هو حركة موجهة لصبغ الثقافة الإسلامية بصبغة غريبة، وإخراجها عن طابعها الإسلامي الخالص، واحتوائها على النحو الذي يجعلها تفقد ذاتيتها وكيانها وتذوب فيما يسمى بـ "الثقافة العالمية" أو الفكر الأممي.

ولا ريب أن هذا المخطط من أقسى ما يواجهه الفكر الإسلامي في العصور المختلفة لأنه وليد الاستعمار وربيب الاستشراق وابن التبشير، وهو فوق ذلك مؤامرة الصهيونية مع الصليبية ضد الإسلام والمسلمين١.

والتغريب حركة كاملة البناء له نظمه ووسائله وأهدافه، وقادته ودعاته.. وهو يعتمد على وسائل الإعلام من: راديو، وتليفزيون، وصحافة، كما يعتمد على دور الثقافة والمدارس..

وتهدف حركة التغريب إلى إثارة الخلافات والخصومات بين العرب والمسلمين.. وتحاول أن ترد التراث الإسلامي إلى الفرس والهنود واليونان.. لذا نجد أن التغريب يهتم بدراسة عالم ما قبل الإسلام وإحيائه في صور شتى، كصورة الفرعونية والجاهلية والوثنية والفارسية المجوسية القديمة، وإثارة دعوات حديثة كالبهائية والقاديانية، كما يسعى لتمزيق وحدة الفكر العربي الإسلامي بعزل الأخلاق عن التربية، والدين عن الأدب، والسياسة عن الدولة، كما يعمل جاهدًا لنشر الإلحاد والإباحية والدعاية لهما، لأن الإنسان إنما يكون له وجوده وشخصيته بمبدئه الذي يعتقده وبقيمه التي يؤمن بها، فإذا ضاعت المبادئ والقيم انهار الإنسان الذي هو نواة المجتمع.


١ شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي: ص٥.

<<  <   >  >>