للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- الأخوة الإيمانية:

لم يعتبر الإسلام رابطة الجنس أو اللون أو اللغة أو الوطن سببا قويا أو دعامة ثابتة ودعوة حقيقية في تكوين الأمة، ذلك لأن هذه العوامل التي تقوم عليها مجتمعات اليوم قاصرة عن تحقيق وحدة إنسانية عامة، وعاجزة عن الجمع بين مختلف الأجناس والألوان والأوطان، وإنها دعوة للتفريق لا للجمع وللاختلاف لا للائتلاف، ولإثارة الفتن والعداوات، ولهذا فإن الإسلام سما على كل هذه للناس كافة، وللبشرية جمعاء، فجعل عقيدة التوحيد أنبل وأقدس وأعظم رباط يوحد بين قلوب المسلمين على اختلاف الديار والقوميات واللغات، وقد كانت الأخوة الإيمانية أصدق تعبير عن هذه الوحدة المشتركة، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ١.

وقال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ


١ سورة الحجرات: ١٠.

<<  <   >  >>