للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[واجب المسلمين لتحقيق التضامن الإسلامي]

لقد أدرك العالم الإسلامي أن السبب في تخلفه عن ركب التقدم الحضاري، والعلم "التكنولوجي"، إنما يرجع إلى الاستعمار الذي امتص القوى الوطنية، والأنشطة العقلية، والطاقات الجسمية التي كانت تعمل بدأب وإخلاص في سبيل استقلال البلاد، هذا الاستعمار الذي خيم بثقله وقسوته وجبروته على الوطن الإسلامي أمدا طويلا، استغل فيها خيرات البلاد واستخدمها في سبيل نهضته الحديثة وتقدمه الصناعي وعمرانه الشاهق ومصانعه المشادة.. وإذا كان المستعمر قد أدخل بعض التحسينات على الجوانب العمرانية في البلاد المستعمرة فقد قصرها على المدن التي يسكنها هو نفسه.

وقد أدرك العالم الإسلامي أيضا الجهود الشيوعية المكثفة التي عملت منذ ظهور ثورتها على إقامة دولة إسرائيل في فلسطين "قلب الوطن الإسلامي". ففي أكتوبر عام ١٩١٧م أي في نفس الشهر الذي وقع فيه الانقلاب الشيوعي أعلنت الحكومة السوفيتية تأييدها لإقامة ما سموه "حق اليهود في فلسطين" وقد سبق وعدهم هذا وعد بلفور١ وهناك منافع متبادلة بين السوفييت والصهيونية تظهر بوضع الخطط وفي تنفيذها رويدا رويدا ضد فلسطين والعرب والمسلمين، وفي تقدير السوفييت أن انتشار الماركسية في البلاد العربية معناه زوال "سور التفاهم" بين اليهود والعرب، وهم يضعون مسئولية سوء التفاهم هذا على عاتق "الرجعية" العربية التي ترفض أنصاف الحلول فيما يتعلق بالحق الإسلامي والعربي في فلسطين وغيرها.

"فالرجعية العربية تحول دون وحدة "القوى التقدمية" في منطقة الشرق


١ التضامن الإسلامي للأستاذ محيي الدين القابسي: ص١١٠.

<<  <   >  >>