للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: النحو والصرف]

عرض تاريخي:

سبق أن تناولنا نشأة النحو العربي بشيء من الإيجاز والتركيز، وهدفنا الآن أن نتناول -في إيجاز كذلك- تاريخ الدرس النحوي منذ سيبويه١ ونتتبعه حتى وصولهإلى مرحلة الكمال والنضج، وتبلور أفكاره في اتجاهات ومذاهب معينة.

يعد سيبويه٢ إمام النحاة بلا منازع. وقد جمع في مؤلفه المعروف بـ"الكتاب" مباحث النحو والصرف، وجعل لكل مكانًا منه لا يشركه الآخر فيه أو يكاد. وبدأ بالنحو وثنى بالصرف، صنيع من يراهما علمين٣. ومن يراجع موضوعات الجزء الأول من "الكتاب" يجدها خاصة بالنحو، فقد تناول فيه الكلمة، والنكرة والمعرفة، والأفعال اللازمة والمتعدية، وأسماء الأفعال، إلى جانب الفاعل والمبتدأ والخبر، وأيضًا المنصوبات كالمصادر المنصوبة، والحال والمفعول فيه، وإن وأخواتها والنداء، والاستثناء، وغيرها.

أما الجزء الثاني فجميع أبوابه صرفية إذا استثنينا باب الممنوع من الصرف الذي افتتح به الجزء. ومن موضوعاته النسب، والتصغير، ونونا التوكيد، وجمع التكسير، وأوزان


١ راجع في ترجمته مقدمة "الكتاب" بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، و"سيبويه إمام النحاة" للأستاذ على النجدي ناصف.
٢ برغم شهرة سيبويه لم يذكر أحد تاريخ ولادته ولا وفاته بالتحديد.
وإجمالًا يمكن أن يقال: إنه ولد في النصف الأول من القرن الثاني وتوفي عام ١٨٠ أو ١٨٨ ولم يتجاوز الأربعين.
٣ علي النجدي، ص ١٧٠.

<<  <   >  >>