للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدر المنثور في التفسير المأثور]

...

الدر المنثور في التفسير بالمأثور:

ومؤلفه هو: الإمام الحافظ جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وتوفي والده وهو صغير، فأوصى به إلى جماعة منهم: الإمام الكمال بن الهمام، وقد لقي الكثيرين من الشيوخ، وأخذ عنهم، وافتن وتبحر في كثير من العلوم حتى قال: إنه وصل فيها إلى رتبة الاجتهاد، وترك من المؤلفات كثرة كاثرة، حتى قيل: إنها تزيد عن الخمسمائة، وكان من حفاظ الحديث وعلمائه المتبحرين فيه، العالِمِين به رواية ودراية، متنا، ورجالا، ومصطلحا، وقد اعتزل الناس في آخر حياته، وترك التدريس والإفتاء، وتفرغ للعبادة، وكانت وفاته بمقياس الروضة، بالقاهرة المُعِزِّيَة، سنة إحدى عشرة وتسعمائة، فرضي الله عنه، وأرضاه.

منهجه في تفسيره:

وكتابه: "الدر المنثور في التفسير بالمأثور": جمع فيه الروايات عن النبي، والصحابة، والتابعين، ولم يذكر فيه إلا المرويات الصرفة، وقد ذكر في مقدمته، أنه لخصه من كتابه: "ترجمان القرآن"، وهو التفسير المسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الصحابة والتابعين، وقد التزم فيه إخراج الأسانيد التي روى بها الأئمة هذه المرويات، وعزى كل رواية إلى من أخرجها.

ما أُخِذَ عليه:

وقد أُخِذَ على هذا التفسير: أنه وإن عزى الروايات إلى مخرجيها لكن لم يبين لنا منزلتها من الصحة، أو الحسن، أو الضعف أو الوضع وقلما ينبه إلى ذلك، ويا ليته بيَّن ذلك، وليس كل قارئ للكتاب يمكنه أن يعرف ذلك بمجرد ذكر السند، ولا سيما في عصورنا المتأخرة والذي يظهر لي: أنه من المحدثين الذين يرون أن إبراز السند يخلي من العهدة والتبعة، وفي الكتاب إسرائيليات وبلايا كثيرة، ولا سيما في قصص الأنبياء، وذلك مثل ما ذكره في قصة هاروت وماروت وفي قصة الذبيح، وأنه إسحاق، وفي قصة يوسف، وفي قصة داود، وسليمان، وفي قصة إلياس، وأسرف في ذكر المرويات في بلاء أيوب عليه السلام، ومعظمه مما لا يصح، ولا يثبت، وإنما هو من إسرائيليات بني

<<  <   >  >>