للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المفسرون قد يذكرون أحاديث صحيحة في الفضائل]

ولا يتوهمَنَّ متوهمٌ أن جميع ما ذكره الزمخشري، والبيضاوي وأمثالهما في الفضائل موضوع، فإن هذا لم يقله أحد من أهل العلم بالحديث، ولا أهل التحقيق، فقد ذكرا وغيرهما أحاديث في غاية الصحة، وذلك مثل: ما ذكره الزمخشري، من قوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" فقد رواه البخاري ومسلم، وقوله: "أوتيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يؤتهن نبي قبلي"، فقد أخرجه النسائي، وأحمد١.

وكذا ينبغي أن يعلم: أن كل ما ذكره الزمخشري وأمثاله عن أبي بن كعب يكون موضوعا، كلَّا، وحاشا، فقد يذكر عن أبي بن كعب ما هو صحيح أو حسن، وذلك مثل: ما ذكره في آخر تفسيره سورة الفاتحة، حيث قال: وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي بن كعب: "ألا أخبرك بسورة لم تنزل في التوراة، والإنجيل، والقرآن مثلها"؟ قلت: بلى يا رسول الله: قال: "فاتحة الكتاب؛ إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" ٢أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي، والحاكم، وصححه على شرط مسلم.

وتفسير الحافظ ابن كثير أجل ما يعتمد عليه في أحاديث الفضائل ما صح منها، وما لم يصح، والسور التي صحت في فضائلها الأحاديث: الفاتحة، والزهراوان، والأنعام، والسبع الطوال مجملة، والكهف، ويس، والدخان، والملك، والزلزلة، والنصر، والكافرون، والإخلاص، والمعوذتان، وما عداها لم يصح فيها شيء، وأصح ما ورد في فضائل السور هو، ما ورد في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} .

وكذلك ورد في فضائل السور أحاديث حسان، وأحاديث ضعاف لم تصل إلى حد الوضع، فكن من ذلك على بينة.


.
١ تفسير الكشاف ج١ ص ٢٩٢ ط بولاق.
٢ الكشاف ج ١ ص ٥٩ ط بولاق.

<<  <   >  >>